أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن أنقرة حاولت إقناع العالم بإقامة منطقة آمنة شمال سورية، لكبح تدفّق اللاجئين من البلد الذي تمزّقه الحرب، لكن هذه الدعوات لم تلقَ آذاناً صاغية، في وقت مدّد البرلمان التركي لمدة عام، تفويضاً يسمح للجيش التركي بمحاربة المتشدّدين والناشطين الأكراد في العراق وسورية. وكان داود أوغلو يتحدّث في اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في أنقرة، بعد يومين من انتشار صور لطفل سوري غريق قذفته الأمواج إلى شاطئ تركي، ما جدّد الجدل حول أسلوب معالجة أزمة المهاجرين. وعقد البرلمان جلسة استثنائية أقسم فيها الأعضاء الجدد في الحكومة الانتقالية اليمين، لمناقشة التفويض الحالي الذي كان يفترض أن ينتهي في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ويسمح هذا التفويض باستخدام القوات المسلّحة التركية في سورية والعراق المجاورين، وكذلك للقوات الأجنبية بالمرور عبر الأراضي التركية في عمليات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». كما يقضي هذا التفويض بالسماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة أنجرليك الجوية لشنّ ضربات على جهاديي التنظيم في سوريا. وقدم «حزب العدالة والتنمية» الحاكم المذكرة التي يطلب فيها تمديد التفويض الأسبوع الماضي، مشيراً الى «الأخطار والتهديدات المتزايدة للأمن القومي التركي على الحدود الجنوبية». وأضاف الحزب في مذكرته، أن «عناصر إرهابيين مسلّحين ما زالوا موجودين في شمال العراق، وهناك زيادة كبيرة في عدد الإرهابيين الآخرين في سورياوالعراق، وفي التهديدات التي يشكلونها». ومدّد التفويض بسهولة بأصوات حزب العدالة والتنمية الإسلامي وحزبين معارضين. وقد عارض تمديد التفويض «حزب الشعوب الديموقراطي» المعارض والمؤيّد للأكراد. وكان النواب الأتراك صوّتوا العام الماضي، على نصّ تقدّم به حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، يمنح بمقتضاه الجيش الحق في شن عمليات عسكرية في الأراضي السورية والعراقية. وتركيا التي كانت متردّدة جداً في محاربة تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يحتلّ مناطق واسعة من العراقوسوريا، غيّرت موقفها إثر عملية انتحارية في جنوب البلاد، قتل فيها 33 شاباً من أنصار القضية الكردية ونسبت الى التنظيم المتطرف. وشنّت تركيا في نهاية تموز (يوليو)، «حرباً على الإرهاب» ضد المتمردين الأكراد أعضاء «حزب العمال الكردستاني» في العراق وعلى الأراضي التركية، وبدرجة أقل على تنظيم «داعش» في سورية. وبدأت تشارك في الآونة الأخيرة في الغارات الجوية على مواقع تنظيم «داعش» في سورية الى جانب تحالف دولي بقيادة واشنطن.