في أسواق المال العالمية، يواصل الذهب مسيرته الصعودية، محققًا مكاسب أسبوعية سادسة على التوالي، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، وعدم اليقين الاقتصادي الذي يدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة. ورغم بعض التذبذبات، فإن المعدن النفيس يحافظ على مستوياته القياسية، مع ترقب الأسواق لتقرير الوظائف الأمريكية، الذي قد يحدد مستقبل أسعار الفائدة، وبالتالي توجهات أسعار الذهب في الأسابيع المقبلة. الذهب يسجل مستويات تاريخية جديدة ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.3% ليصل إلى 2864.11 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 07:21 بتوقيت غرينتش، بينما زاد أكثر من 2% هذا الأسبوع. ولم يكن هذا الارتفاع مفاجئًا، إذ سجل الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2882.16 دولارًا للأوقية يوم الأربعاء، وسط إقبال متزايد من المستثمرين الباحثين عن الأمان المالي. أما العقود الآجلة للذهب في الولاياتالمتحدة، فقد ارتفعت بنسبة 0.4% إلى 2887.50 دولارًا، في إشارة إلى استمرار الزخم الإيجابي في السوق. يعلق بريان لان، المدير الإداري لشركة جولد سيلفر سنترال في سنغافورة، على ذلك بقوله: "الذهب لا يزال في اتجاه صاعد، ونتوقع استمرار ارتفاعه إلى مستويات جديدة، حيث دخلنا الآن منطقة مجهولة تمامًا". الحرب التجارية تعزز الطلب على الملاذات الآمنة مع تصاعد التوترات بين الولاياتالمتحدةوالصين، عاد القلق إلى أسواق المال، مما عزز من الإقبال على الذهب كتحوط ضد المخاطر. وفي تقرير حديث، أكدت منظمة التجارة العالمية أن الصين بدأت نزاعًا رسميًا بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية، في خطوة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم. وفي ظل هذه الأجواء، رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب إلى 3000 دولار للأوقية، مشيرًا إلى أن عدم اليقين المتزايد بشأن السياسات الأمريكية والاقتصاد العالمي سيعزز من الطلب على الذهب خلال الأشهر المقبلة. ترقب تقرير الوظائف الأمريكية وتأثيره على الأسواق مع اقتراب صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولاياتالمتحدة، يترقب المستثمرون أي إشارات بشأن مستقبل أسعار الفائدة. فقد أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، إلى أن سوق العمل القوية والنمو المستدام قد يسمحان للبنك المركزي بخفض أسعار الفائدة تدريجيًا، لكن استمرار حالة عدم اليقين بشأن التضخم والسياسات التجارية يجعل التحركات أكثر حذرًا. وفي حال جاءت بيانات التوظيف أقوى من المتوقع، فقد يدفع ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى الإبقاء على معدلات الفائدة المرتفعة لفترة أطول، مما قد يضعف الزخم الصعودي للذهب. لكن في المقابل، فإن أي إشارات على تباطؤ اقتصادي قد تعزز من توقعات خفض الفائدة، وهو ما قد يدفع الذهب إلى مستويات غير مسبوقة. ضعف الدولار يعزز ارتفاع الذهب إلى جانب التوترات التجارية، كان ضعف الدولار الأمريكي أحد العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الذهب. فعندما يتراجع الدولار، يصبح الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين العالميين، مما يدفع الأسعار إلى الصعود. ويتوقع بنك ANZ أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إضافية خلال الدورة الحالية، مما سيؤدي إلى انخفاض عائدات سندات الخزانة الأمريكية، وبالتالي زيادة الطلب على الذهب كبديل استثماري. الطلب في آسيا يتراجع رغم ارتفاع الأسعار رغم المسار الصعودي للذهب، إلا أن الطلب الفعلي في بعض الأسواق الكبرى مثل الهندوالصين كان ضعيفًا نسبيًا، في الهند، أدت الأسعار القياسية إلى إحجام المشترين عن الشراء، مما أدى إلى تباطؤ النشاط في أسواق الذهب المحلية، أما في الصين، أكبر مستهلك للذهب عالميًا، فقد ظل الطلب ضعيفًا بعد عودة الأسواق من عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، وسط ضبابية اقتصادية متزايدة. أداء متفاوت للمعادن الثمينة الأخرى لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد تحركات ملحوظة هذا الأسبوع، فقد سجلت المعادن الأخرى أداءً متباينًا: الفضة الفورية ارتفعت بنسبة 0.2% إلى 32.26 دولارًا للأوقية، والبلاتين استقر عند 985.80 دولارًا دون تغير يذكر، والبلاديوم انخفض بنسبة 0.1% إلى 977.33 دولارًا، متجهًا نحو خسارة أسبوعية.