شهد التفاوض على إطلاق العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وعددهم 16، تطوراً جديداً نتيجة لقاءات قام بها والد العسكري المخطوف لدى «النصرة» وائل حمّص، الشيخ حمزة، مع أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك التلّي خلال الأيام القليلة الماضية. وعلمت «الحياة» أن هذا التطور يقضي بتوجيه «جبهة النصرة» مطالبها إلى «حزب الله» بالدرجة الأولى للإفراج عن العسكريين المخطوفين ال16 لديها، فيما قلّصت مطالبها من الدولة اللبنانية إلى حدود دنيا. وقال الشيخ حمّص ل «الحياة»: «زرت أبو مالك التلي في جرود عرسال 4 مرات خلال شهر آب، مرة كل أسبوع، بطلب منه، بعد زيارتنا الأخيرة إلى الجرود في 19 تموز. وأبلغني أن طلبات الجبهة موجودة عند «حزب الله» بعد تطوّرات استجدَّت على الأرض». ولعلّ زيارة وفد من أهالي العسكريين ضمَّ: طلال طالب، فادي مزاحم، عارف مشيك، ماري خوري، أحمد الديراني وحمّص، نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم قبل ظهر أول من أمس، كانت في هذا السياق، فهي المرة الأولى التي يُدخل بها الأهالي «حزب الله» مباشرة في قضيتهم، خصوصاً أنهم لم يوفروا أي طرف مؤثر إلا وطرقوا بابه. كما لم يوفروا سفارات البلدان ذات التأثير في القضية. وطالب وفد الأهالي، وفق ما أكّد حمّص ل «الحياة»، «حزب الله» في لقائهم قاسم ب «أن يساعدنا بالتجاوب مع مطلبين يتمثلان، نقلاً عن لسان أبو مالك التلي، أولاً بالإفراج عن 5 نساء من بينهم سجى الديلمي وجمانة حميد، المطلب الذي كان سبق أن اتّفق عليه بين «النصرة» والدولة اللبنانية وهو أمر بيد المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم وهو شبه منتهٍ، حتى يتم إطلاق ثلاثة عسكريين ( بينهم شيعي). أما المطلب الثاني، فهو أن ينتقل 12000 نازح ونازحة من السوريين يبيتون في العراء في الجرود إلى قريتي فليطة والمعرّة في القلمون السورية، وهما القريتان اللتان يسيطر عليهما حزب الله، لإطلاق بقية العسكريين». وأضاف حمّص: «هنا تجرّأت وسألته في إحدى الجلسات: هل أنتم متمسكون حقاً، كما يُقال، بالعسكريين السبعة الشيعة؟ فأجابني: كلا، هم مثل البقية لدينا، ليس لهم ذنب ولم يحملوا السلاح في وجهنا، هم مساكين كانوا في غرفتهم في الجرود حينها، والمذنبون راحوا». ونقل عنه قوله: «يمكننا السير بتجزئة الملف ضمن هذين المطلبين وغير ذلك مرفوض، الدولة مصرة على ملف كامل متكامل، انقل مطالبي إلى الدولة و «حزب الله» على أن يكون إطلاق النساء الخمس هو الأول». وأكمل حمّص: «قال لي إن هناك مكافأة بإطلاق عسكريين في حال أرسل إلى النازحين في الجرود الخارجة عن سيطرة الدولة ومنظمة الأممالمتحدة، المساعدات الغذائية والطبيّة قبل حلول فصل الشتاء، فهم يتسلمون المساعدات بالقطّارة». ونقل حمص عن التلي تشديده على أن «الملف لا يحلّ إلا عندي (أبو مالك التلي الذي يعرف عن نفسه بأبو مالك الشامي) وعند الشيخ مصطفى الحجيري، وتحديداً في جرود عرسال، لا عند قطر أو تركيا». ونقل حمّص عن قاسم قوله بعد اللقاء: «إن الملف عند اللواء إبراهيم». لكن حمّص شعر بأن «حزب الله يريد تجنّب عودة هاتين القريتين إلى منطلق لهجمات ضدّه، ومن الصعوبة أن يتجاوب مع مطلب كهذا». وقاطع أهالي العسكريين المحتجزين لدى تنظيم «داعش» الزيارة تجنباً لإغضاب التنظيم وخوفاً على أبنائهم المخطوفين لديه.