عشية وصوله إلى واشنطن اليوم في زيارة القمة له مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، تضع تطورات المعركة في اليمن والعلاقة الأمنية والاستراتيجية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «في موقع قوة»، كما يقول مسؤولون أميركيون سابقون ل«الحياة» ويتوقعون أن تخرج منها التزامات طويلة الأمد وترسيخ تعاون أمني واقتصادي وجيوسياسي وثيق للبلدين. وفيما التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره السعودي عادل الجبير في واشنطن أمس وفي اجتماع تحضيري للزيارة عشية وصول الملك سلمان اليوم إلى العاصمة الأميركية، يقول السفير الأميركي السابق في اليمن ستيفن ساش ل«الحياة» إن السعودية «هي شريك أساسي وقوي للولايات المتحدة، وأحد أعمدة الاستقرار الأقليمي والدولي». ويشير ساش، وهو خبير في المعهد العربي والخليجي للدراسات في واشنطن، إلى أن توقيت الزيارة، وهي الأولى للملك سلمان منذ وصوله إلى الحكم يأتي «قبل تصويت الكونغرس على الاتفاق الإيراني» في 17 الجاري، ويؤكد تلاقي الرؤية الأميركية-السعودية، في دعم الاتفاق ومنع إيران من تطوير سلاح نووي. في الوقت نفسه يتوقع ساش، والذي كان سفيراً لبلاده في صنعاء من 2007 إلى 2010، وقبل ذلك عمل ديبلوماسياً في سورية، أن دور إيران المزعزِع لاستقرار المنطقة في سورية والعراق واليمن سيحظى بأهمية كبيرة في المحادثات بين الزعيمين. وفي القراءة الاستراتيجية، يرى ساش أن تطورات المعركة في اليمن ونجاح التحالف «في كسر الجمود والتقدم على الأرض يساعد الملك سلمان في محادثاته ويضعه في موقع أقوى». ويتوقع ساش أن يتطرق البحث في الملف اليمني إلى أفق الحل الديبلوماسي وجهود مسقط في هذا الشأن. كما يرى أن تطبيق ما تم التوصل إليه في كامب ديفيد سيتصدر الاجتماعات، ولاسيما عمل اللجان الأمنية ومساعدة دول الخليج في قضايا الأمن البحري ورصد الإرهاب، ومحاربة تنظيم داعش، ويشير إلى أن البيروقراطية الأميركية تستهلك وقتاً للإيفاء بهذه الالتزامات، ويتوقع بحث إمكان تسريعها. ويشير مدير «مركز المصلحة القومية» أندرو بووين ل«الحياة» إلى أن الزيارة هي من أجل «تعميق العلاقة بين الرياضوواشنطن ومواجهة تحديات إقليمية مشتركة بعد الاتفاق النووي». ويعتبر بووين، وهو خبير سابق في معهد جايمس بيكر للدراسات، أن العلاقة السعودية-الأميركية هي «أحد أعمدة الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، وليس واقعياً اعتبار الاتفاق النووي الإيراني إعادة تموضع للولايات المتحدة وبسبب علاقتها الأمنية والاقتصادية الوثيقة مع السعودية». ومن هنا، يعكس جدول الزيارة تركيزاً على الإطار الاستراتيجي للعلاقة وجوانبه الاقتصادية والأمنية والتجارية. ويضم الوفد وزراء الخارجية عادل الجبير والإعلام والثقافة عادل الطريفي والمال إبراهيم العساف والتجارة والصناعة توفيق الربيعة والصحة خالد الفالح ورئيس هيئة الاستثمار عبداللطيف العثمان. كما رجحت مصادر أن يرافق الملك الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي والذي قد يتم تعيينه سفيراً مقبلاً للرياض في العاصمة الأميركية. ومن المتوقع أن تنعقد القمة بين أوباما وخادم الحرمين الشريفين صباح الجمعة، وأن يلتقي الوزراء بنظرائهم الأميركيين، كما سيشارك الوفد بلقاء موسع ينظمه المركز العربي الأميركي للتجارة. وسيزور الملك أيضاً في مقر إقامته وزراء أميركيون وقيادات في الكونغرس، وأبناء من الجالية.