يتوقع مراقبون أن تسيطر القضية السورية والاتفاق النووي والحرب على «داعش»، على لقاء القمة الذي يجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما نهاية الأسبوع المقبل في البيت الأبيض. وتأتي الزيارة لواشنطن، في ظل حركة حالية لزعماء عرب أجروا محادثات في روسيا وأوروبا حول ملفات المنطقة. وقال عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله العسكر أمس، إن الزيارة الملكية مهمة «في توقيتها، في ظل الحديث عن رسم جديد للشرق الأوسط يرى البعض أن إرهاصاته بدأت تحدث»، مشيراً إلى أن هذه الزيارة «ستأخذ زخماً كبيراً على المستويين الدولي والإقليمي، كونها ستتناول قضايا مهمة تتعلق بسورية والعراق ولبنان وحتى اليمن». وأضاف العسكر في حديث مع «الحياة» أمس، أن «زعماء المنطقة يتقاطرون على روسيا وأميركا وأوروبا، لأن الوضع في المنطقة أصبح ملتهباً جداً، وتأتي هذه الزيارة التاريخية وهي تحمل ملفات عدة لتبحث أوضاع المنطقة، وخصوصاً أنها تأتي في وقت تستعد فيه الإدارة الأميركية لطي صفحتها الرئاسية». وأشار إلى أن ملفات القمة ستركز على «القضية السورية التي تستمر معاناتها منذ 4 أعوام، ومكافحة الإرهاب وتنظيم داعش الذي يواصل تهديده وانتقاله لمصر وليبيا»، مؤكداً أنه «لا يمكن مناقشة الوضع السوري من دون مناقشة التدخلات الإيرانية في المنطقة، وخصوصاً سورية من خلال دعمها للتنظيمات المتطرفة». وأكد العسكر أن الزيارة ربما تسمى ب«إغلاق الصندوق كما يسميه الغرب، والمقصود الزيارة الأخيرة في عهد أوباما»، معتبراً أن «زيارة الملك سلمان ستكون مفصلية ليس فقط للسياسة السعودية الإقليمية»، لافتاً إلى أن المملكة «لم يعد يهمها الاتفاق»، ولكن يهمها التهديدات «عندما تفرج عن الأموال المجمدة وتأثيرها في قضايا المنطقة». وحول رؤيته لتعامل إدارة أوباما مع ملفات المنطقة، قال العسكر: «أنا لا أحمل أوباما وكأنه حليف للأبد، هو يعمل لمصلحة الأميركيين ويجب أن نعرف هذا، قرر خلال عهده الانسحاب من أفغانستان والعراق وعدم الدخول في حرب جديدة وهذا من مصلحة بلاده، ولهذا يخاطب الشعب الأميركي، وهناك الكثير من هم في أميركا غير راضين عن سياسته، ونحن لدينا علاقات متينة مع أميركا عمرها 60 عاماً اتفقنا واختلفنا على كثير من الملفات». وكانت مصادر في واشنطن، أكدت أمس أن الاتفاق النووي بين الغرب وإيران سيتصدر المحادثات بين الملك سلمان وأوباما. وتوقعوا أن تتطرق المشاورات السعودية - الأميركية إلى الحرب التي يشنها تحالف دولي تشارك فيه أميركا والسعودية ضد تنظيم «داعش»، الذي يحتل أراضي في سورية والعراق، ويهدد عدداً من دول المنطقة. كما أشاروا إلى أن الوضع في اليمن وسورية سيكون ضمن بنود القمة السعودية - الأميركية المرتقبة. وأكدت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الأميركية ل«الحياة»، أن خادم الحرمين سيلتقي الرئيس باراك أوباما وأركان إدارته وقيادات الكونغرس والهيئات الاقتصادية والعسكرية. وتأتي هذه الزيارة بعد ثلاثة أشهر على قمة كامب ديفيد التي رسخت تعاونا أميركياً - خليجياً على المستويات الأمنية والاستخباراتية، وقبل أسبوعين من تصويت الكونغرس على الاتفاق النووي الإيراني.