عشية انطلاق قمة كامب ديفيد في عشاء موسع في البيت الأبيض ستُشارك فيه قيادات دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ل «الحياة»، أن واشنطن «ملتزمة بالكامل أمن الخليج»، وأن حماية الأمن البحري والدفاعي لدول مجلس التعاون، جزء حيوي من القمة. وبعدما أكّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في واشنطن، أن القمة ستُركز على «التحركات العدوانية من جانب إيران» في المنطقة، قال مسؤول في البنتاغون إن واشنطن تراقب إيران و «لدينا خيارات وتعاون وثيق ووجود قوي في الخليج لحماية حلفائنا». وسيكون هذا الوجود والتعاون الدفاعي والأمني في صلب محادثات كامب ديفيد، كما ستتطرق الاجتماعات في البيت الأبيض اليوم وفي منتجع كامب ديفيد غداً إلى الوضع في اليمن وسورية والعراق، وجهود مكافحة الإرهاب وتحصين العلاقة الأمنية والدفاعية مع دول الخليج. وقال المسؤول في البنتاغون إن واشنطن «لن تقبل بتهديد أي طرف خارجي أمْنَ حلفائها»، وإن الوجود الأمني والبحري من خلال حاملة الطائرات روزفلت وحاملة الصواريخ نورماندي هو لحماية أمن الخليج. وذكّر بوجود «سبع سفن حربية في المنطقة والفيلق الخامس». وقالت مصادر ديبلوماسية عربية ل «الحياة»، إن الجانب الخليجي يريد «ضمانات دفاعية أقوى قادرة على التصدي لصواريخ أس -300 التي تنتظرها إيران من روسيا». وذكرت أن العمل جارٍ «لتقوية المسوّدة» الختامية لتحسين هذه الضمانات. وفيما استُبعِد توقيع معاهدات دفاعية كون ذلك يستوجب موافقة الكونغرس، أكد الديبلوماسي الأميركي إدوارد دجيرجيان ل «الحياة»، أن أي ضمانات يمنحها الرئيس الأميركي باراك أوباما ستستمر الى ما بعد ولايته ويحيطها التوافق بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي على العلاقة الوثيقة بدول الخليج، منذ أربعينات القرن العشرين. ووصل الى واشنطن الوفد السعودي، وقبله أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الوزراء العُماني السيد فهد بن محمود آل سعيد. وكان وزير الخارجية السعودي أكد إن قمة كامب ديفيد ستركز على ثلاثة محاور رئيسة تتناول التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الإقليمية، ومن ضمنها التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة. وأكد في مؤتمر صحافي في مقر السفارة السعودية في واشنطن مساء أول من أمس، أن هناك «دعماً إيرانياً لمنظمات إرهابية وتسهيلاً لأعمال منظمات إرهابية، لذلك سيكون التحدي هو في كيفية تنسيق الجهود الأميركية- الخليجية في شكل جماعي من أجل مواجهة هذه التحركات العدوانية من جانب إيران». وأشار إلى أن الجانب الأميركي سيقدّم للجانب الخليجي شرحاً عن محادثات الملف النووي الإيراني». وشدّد الجبير على أن الرياضوواشنطن تعملان ل «مواجهة نشاطات إيران السلبية في الشرق الأوسط، وما الذي يمكن أن نقوم به لمواجهة ما تفعله إيران في لبنان وسورية والعراق واليمن. لدينا بعض الأفكار التي سنقدمها وأنا متأكد من أن الإدارة الأميركية لديها أيضاً بعض الأفكار التي ستقدمها في قمة كامب ديفيد». وذكر أن «وقف النار في اليمن لمدة خمسة أيام لإيصال المساعدات الإنسانية، قابل للتمديد، إذا نجح وإذا لم ينخرط الحوثيون وحلفاؤهم في نشاطات عدائية».