بخطوات متثاقلة، أعياها التعب، يمضين وهن متكئات على بناتهن، إلى المراكز الانتخابية. لم تثنيهن الأعوام التي تخطت ال70، عن المشاركة في حدث يُعد الأول من نوعه للمرأة على مستوى المملكة، وحال لسانهن يقول: «كيف نطالب بتعديل الأوضاع، ما لم نشارك في الانتخابات؟ لن نملك حق المطالبة والنقد إذا لم ندل بأصواتنا». وكان لفارق السن بين الناخبات أن يصنع فارقاً في المطالب، فزكية السادة (75 عاماً) توجهت إلى المركز الانتخابي في مدينة صفوى، ل«تصنع الفارق» بحسب قولها، واصفة خطوة الانتخابات ب«التاريخية». وأضافت: «سئمنا الشوارع غير السوية، وأتعبتنا الحُفر، وكثيراً ما يتعثر الكبار في السن، بسبب الشوارع سيئة السفلتة، فلا يستطيع الكرسي المتحرك أن يسير بسلاسة». وأوضحت السادة أنها لم تكن تعرف عن المجالس البلدية شيئاً، وترد الفضل إلى معرفة معلومات عن هذه المجالس ومهماتها، إلى ابنتيها خضراء وفوزية المبارك، فهن أيضاً عرفنها على آلية الانتخاب والترشيح، «عندها استشعرت المسؤولية حيال الأمر، فكل صوت يخلق فرصة لأن يفوز مرشح كفؤ». وتعجبت السادة التي تأخذها الحماسة، من إحجام بعضهن عن تسجيل أسمائهن في قيد الناخبين. وقالت: «هي فرصة للتسجيل ضمن قيد الناخبات، والتعرف على من سيرشح نفسه، فكيف نصوت قبل أن نعلم من سيمثلنا»، داعية إلى «المبادرة بالتوجه إلى المراكز الانتخابية لمن تنطبق عليها الشروط».