كشفت النيابة العامة المصرية أن انتحارييْن من تونس والسودان نفذا الهجوم الإرهابي على معبد الكرنك الأثري في محافظة الأقصر جنوب مصر في حزيران (يونيو) الماضي بتكليف من تنظيم «داعش» الإرهابي الذي بايعته خلايا عنقودية أوضحت التحقيقات أنها تنشط في محافظتي الفيوم وبني سويف جنوبالقاهرة. وأحبطت قوات الأمن الهجوم الإرهابي على معبد الكرنك بعدما أبدى سائق سيارة أجرة لحراس المعبد شكوكه في 3 أشخاص أقلهم إلى ساحته، وعندما اقتربت منهم قوة أمنية، فجر أحدهما نفسه، وقتلت القوات الثاني وأصابت الثالث، وهو مصري، وأوقفته. وأسفر الهجوم عن إصابات في صفوف قوات الأمن ومواطنين. وأظهرت لقطات فيديو للهجوم أن عطلاً أصاب سلاحاً آلياً في حوزة أحد المهاجمين، أنقذ فوجاً سياحياً من الإصابة بالرصاص. وأحالت النيابة المصرية المتهمين على القضاء العسكري، وكشفت أن تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع «داعش» وأطلق على نفسه اسم «ولاية سيناء»، كلّف المتهمين باستهداف المعبد ومرتاديه من السياح باستخدام أسلحة نارية آلية، و6 قنابل هجومية تستخدم في المعارك الحربية، وقذيفتي هاون و»آر بي جي» بغية الإضرار بالسياحة داخل مصر والتأثير في اقتصادها القومي، وإشاعة الرعب بين المواطنين، وبقصد إسقاط الدولة المصرية. وقالت النيابة إن القضية تضم 12 متهماً، إضافة إلى تونسي وسوداني شرعا في تفجير نفسيهما داخل معبد الكرنك. وتضمنت التحقيقات اعترافات متهمين باعتناق أفكار «داعش» وتأييدهم أعمال التنظيم وفروعه بالعراق وسورية وليبيا، والتواصل مع القيادات والعناصر الإرهابية الشديدة الخطورة من تنظيم «أنصار بيت المقدس» في سيناء، وتلقى تكليفات منهم بتنفيذ عمليات إرهابية. وقال جهاز الأمن الوطني في مذكرة التحريات الأمنية إن «كوادر تنظيم أنصار بيت المقدس تمكنت من استقطاب عناصر جديدة للتنظيم، وكلّف القيادي فيه أشرف علي حسانين الغرابلي المتهم طارق عبد الستار علي (فار) بتأسيس وتولي مسؤولية خلية إرهابية تعمل في شكل عنقودي تهدف الى تنفيذ أعمال عدائية، كما كلّف المتهم الفار حسن سمير حسين بسيوني، وهو من ذوي الخبرة في مجال تصنيع العبوات المتفجرة، إعداد دورة لعناصر تلك الخلية في مجال تصنيع العبوات الناسفة، وكيفية رصد المنشآت المهمة تمهيداً لاستهدافها، واستخدام أسماء حركية وخطوط هواتف محمولة مغلقة لتجنب الرصد الأمني». وأشار جهاز الأمن الوطني إلى أن المتهم طارق عبد الستار اضطلع بقيادة الخلية التي نفذت هجوم الكرنك، وأعد برنامجاً لتدريب عناصرها التي ذكرت التحقيقات أسماءها، وقالت إنها نفذت هجمات إرهابية ضد المنشآت العامة والشرطة، خصوصاً في محافظة بني سويف. وذكرت التحريات أن قائد الخلية وأعضاء فيها اصطحبوا الانتحاريين إلى محطة قطارات بني سويف، وسافرا إلى الأقصر، وتوجها بصحبة اثنين من أعضاء الخلية إلى المعبد لتنفيذ الهجوم، غير أن الخدمات الأمنية استوقفتهم وتعاملت معهم عقب اشتباه سائق سيارة أجرة فيهم وإبلاغ الشرطة عنهم. وأقر متهم موقوف شارك في الهجوم يدعى علي جمال في تحقيقات النيابة بانضمامه الى تنظيم «داعش» الإرهابي، وتواصله مع رجل كُنيته «أبو عمر البغدادي» قال إنه مسؤول التنظيم في محافظة بني سويف، لافتاً إلى أنه تعرف على الانتحاريين، التونسي والسوداني، بأسماء حركية هي «فكري» و»شادي»، وأن متهما مُكنى ب «أبو توفيق» كلفهما استهداف معبد الكرنك. وأوضح المتهم أنه رصد المعبد وقوات الشرطة المرابطة لتأمينه وتوافد السياح الأجانب عليه، والتقط صوراً فوتوغرافية لذلك، ثم نقل المتهميْن الأجنبيين وحقائبهما المحملة بالعبوات المتفجرة لاستقلال أحد القطارات المتجهة إلى الأقصر، وتوجه والمتهم «توفيق» بسيارة إلى مدينة الأقصر، وفور وصولهما، التقيا الانتحاريين على أحد المقاهي في محيط معبد الكرنك تأهباً لتنفيذ الهجوم، غير أنه إثر اعتراضهم من رجال الشرطة، شرع القيادي المُكنى «توفيق» بالفرار، وفجر واحد من الانتحاريين نفسه بعبوة ناسفة زرعها بين قدميه، في حين اطلق الآخر الأعيرة النارية باتجاه زميله ورجال الشرطة والسياح، لقتله معهم خوفاً من إفشاء أسرار الخلية، فبادلته الشرطة إطلاق النار، فقتلته. واعتقلت الشرطة أعضاء في الخلية أقروا بتأسيسها كفرع ل «داعش»، وأنهم تلقوا تدريبات في قرية في الدلتا على استخدام السلاح وصناعة المتفجرات، وأنهم نفذوا هجمات محدودة في محافظتي بني سويف والفيوم. وقال أحد الموقوفين إن قائد الخلية طارق عبد الستار أفصح له عن رغبته في السفر والالتحاق ب «حقل الجهاد السوري» والانضمام الى صفوف تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أنه فر عقب ارتكاب الواقعة خشية ضبطه. من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة إرجاء محاكمة «215 إرهابياً من عناصر جماعة الإخوان»، إلى جلسة 19 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، في قضية اتهامهم بتشكيل مجموعات مسلحة باسم «كتائب حلوان» لتنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد وضباط الشرطة ومنشآتها وتخريب الأملاك والمنشآت العامة، خصوصاً أبراج ومحولات الكهرباء. وجاء قرار التأجيل لحضور المتهمين المحبوسين احتياطياً من محبسهم، اذ تعذر إحضارهم إلى مقر المحكمة في أولى جلسات نظر القضية. ومن بين المتهمين 125 شخصاً تم توقيفهم، والباقون فارون. وقالت النيابة العامة إن «قادة الإخوان وضعوا مخططاً إرهابياً من داخل محبسهم بهدف إسقاط نظام الحكم، وتم نقل التكليفات لعناصر الجماعة خارج السجون، فأسسوا تنفيذاً له 3 لجان نوعية في القاهرة والجيزة اضطلع كل منها بتأسيس مجموعات مسلحة عرفت واحدة منها باسم كتائب حلوان، وتكونت من عناصر من الجماعة الإرهابية وروابط الألتراس ومن الكيان المسمى تحالف دعم الشرعية، فضلاً عن إشراكهم لعدد من العناصر الجنائية معهم لتتولى تنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد وضباط الشرطة ومنشآتها وتخريب الأملاك والمنشآت العامة، خصوصاً أبراج ومحولات الكهرباء».