يهيمن حلم الأمومة على أماني، التي لم يرزقها الله بأطفال من زواج دام أعوام عدة، انتهت بقرارها التوجه إلى إحدى الجمعيات الخيرية لرعاية الأيتام ذوي الظروف الخاصة في مكةالمكرمة، بطلب احتضان طفل. وطُلب منها اشتراطات عدة، من بينها «كروكي» المنزل وأوراق ثبوتية، وتعريف بالراتب لها وللزوج. وحضرت لجنة من الجمعية للمنزل، لتحصل بعد أشهر على موافقة برعاية طفل يدعى «رامي». وأثناء زيارتها طفلها، تحولت القضية لرعاية طفلة أخرى. استعدت أماني لقدوم الطفلة «رنيم»، واشترت ملابسها الجديدة وكل حاجاتها، لتنضم لأخيها من الرضاعة رامي في منزلها. لكنها فوجئت برفض تسليمها الطفلة، لأسباب تعتقد هي أنها «غير مقنعة»، فلجأت لوزارة الشؤون الاجتماعية، مطالبة بإنصافها. وقالت أماني ل«الحياة»: «شاهدت الطفلة رنيم، وطلبت احتضانها، فطلبوا مني أن أنتهي من إرضاع رامي، للبدء في احتضان الطفلة، ومن ثم إرضاعها. لكن ما حدث عكس ذلك، فالرضاعة بدأتها مع الطفلة رنيم قبل رامي، الذي تمت الموافقة النهائية على احتضانه». وأضافت: «تمكنت من إرضاع الطفلة خمسة رضعات طبيعية بوجود شهود، بعد أن طبقت طريقة مبتكرة، تسمى «الرضاعة بالتحفيز». وقمت برفع طلب احتضانها لمكتب المتابعة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في مكةالمكرمة». وأكملت: «بعد رفع الطلب؛ تم إيقاف رضاعة طفلي بالاحتضان رامي من إدارة الجمعية، لرفعي طلب احتضان رنيم. وطلب مني تجديد استضافة الطفل رامي، حتى تمت رضاعته، ومن ثم استلامه رسمياً، وهو معي في منزلي حالياً. وأثناء ذلك طلبوا مني كتابة طلب احتضان رسمي للطفلة رنيم، وأن يتم توجيه الطلب لإدارة الجمعية. وقمت بذلك. لكن الجمعية قررت تسليم الطفلة لأسرة أخرى، إلا أنها أعيدت بعد يوم واحد من الأسرة التي تسلمتها إلى الجمعية». وقالت: «بعد إرجاع الأسرة الطفلة بيوم واحد فقط، قمت بإرضاعها بطلب من الجمعية. وأرضعتها خمس رضعات مشبعات، واضطررت للبقاء في الجمعية من الثامنة صباحاً، حتى ال12 ليلاً، لإكمال الرضعات. وقمت بالاستعداد والتجهيز لوصول رنيم لمنزلي. إلا أنني فوجئت بأن الطفلة ستسلم لفتاة لم تتزوج». واستقبلت أماني قبل نحو أسبوع، اختصاصيتين في منزلها، لمتابعة أحوال الطفل رامي، الذي لم يتجاوز عمره عام وثلاثة أشهر. وذكرت: «أبلغوني بأنهم سيتابعون إمكان تسليمي الطفلة رنيم، لاحتضانها. وتواصلت مع إدارة الجمعية، وأبلغوني بأنهم بانتظار رد الوزارة». وتطالب أماني الجمعية بتسليمها الطفلة رنيم، وعدم إبعادها عن أخيها من الرضاعة رامي، الذي تحتضنه بشكل رسمي، كونها علمت أن الجمعية قررت تسليم الطفلة لإحدى الفتيات، وهي غير متزوجة. وطالبت أماني الوزارة التي تقدمت إليها بشكوى رسمية، لتمكينها من احتضان الطفلة رنيم، ومراجعة موضوعها بشكل متكامل، والنظر في أمر إرضاعها الشرعي. «الجمعية»: التعليمات لا تنطبق على متبنية الطفلة «الحياة» نقلت تظلم أماني لرئيس مجلس إدارة الجمعية المهندس حسين بحري، الذي أكد بدوره أن «وزارة الشؤون الاجتماعية ترى أن تسليم طفلين لأسرة واحدة في وقت قصير لم يصل لعامين، أمر يخالف الأنظمة»، مؤكداً أن أماني تحتضن طفلاً لم يكمل العامين. وأشار إلى أنه يرى أن يتم تسليم الطفلة لأسرة لم تحتضن طفلاً. ونفى بحري نية الجمعية تسليم الطفلة لأي أسرة أخرى، قبل إقناع أماني بأنظمة الوزارة، على رغم وصول خطاب من الوزارة يوجه بتسليم الطفلة لإحدى الأسر». وعن الرضاعة بالتحفيز، أوضح أن «الجمعية تتعامل مع مركز مستقل، تشرف عليه الدكتورة موضي بترجي، يسمى «بداية»، متخصص في تحفيز النساء العقيمات على الإرضاع عند رغبتهن في احتضان الأطفال، بطريقتين، الأولى طبيعية بالأعشاب، والأخرى ميكانيكية بالأجهزة لإدرار الحليب». ولفت إلى أن الطريقة الثانية «أجيزت بفتوى شرعية، حتى يكبر الطفل داخل الأسرة المحتضنة. ويصبح الطفل محرماً شرعياً للأسرة»، مبيناً أن «الجمعية سبق أن سلمت نحو 40 طفلاً بهذه الطريقة».