أول ما يشدك لكتاب «الادخار والاستثمار بدراية... دليل المستثمر المحنك في عالم أهوج» هو العدد الكبير من التوصيات والتزكيات، التي تظهر على غلافيه من عدد من أعيان المجالين المالي والاستثماري في المملكة. والكتاب يعد أول عمل تأليفي عربي يتطرق لكامل المنظومة الاستثمارية بدلاً من أحد جوانبها، كالأسهم أو التحليل الفني. ويتحدث الكتاب عن المفاهيم الأساسية، التي ينبغي على كل مستثمر فرد الإلمام بها، للتحكم في مصيره المالي وتحقيق أهدافه، بدءاً من كيفية الادخار، ومروراً بالبدائل الاستثمارية المختلفة وخصائصها، ووصولاً إلى الطريقة الأمثل لإدارة الفرد لاستثماراته. ونظراً لكونه عملاً مستقلاً لمؤلفه محمد القويز، وليس ترجمة لعمل أجنبي، فإنه يتسم بقدر أكبر من الملامسة لواقع القراء، والتعاطي مع مشكلاتهم وهمومهم المالية بشكل مباشر. ويقع الكتاب في ستة فصول، يتطرق المؤلف في الفصلين الأول والثاني للمفاهيم الأساسية للاستثمار، ويستعرض أدواته وأشكاله المختلفة التي حددها المؤلف عدداً من الفئات الاستثمارية منها: حسابات الادخار، وعقود المرابحة والمتاجرة، والودائع الزمنية، والسندات والصكوك، والأسهم، والعقارات، والسلع والمعادن، والعملات، والاستثمارات المباشرة في المشاريع، والاستثمارات البديلة في المشتقات المالية، ومن الملاحظ تركيز المؤلف على أهمية التنويع بينها، وليس التركيز على الاستثمار في نوع واحد. وفي الفصلين الثالث والرابع، يفرد المؤلف الحديث للأسهم، بالنظر لأهميتها في ذهن المستثمرين، فيتحدث أولاً عن أهميتها وطرق تداولها، ثم يستعرض طرق تقويمها وتحليلها. والفصل الخامس يركز فيه المؤلف على الصناديق الاستثمارية بصفتها احدى القنوات المميزة للمستثمرين الأفراد لتنويع استثماراتهم، ومن المفيد إشارة الكاتب إلى أن صناديق الاستثمار لا تعد فئة استثمارية في ذاتها، ولكنها أداة لتجميع مدخرات الأفراد وتوظيفها تحت إدارة محترفة في احدى الفئات الاستثمارية والأسواق المحددة سلفاً، والتي تختلف من صندوق لآخر، كصناديق الأسهم السعودية، وصناديق الأسهم الأميركية، وصناديق الصكوك العالمية، وصناديق المرابحات.