ودّعت جمعية البر في الأحساء مساء أول من أمس، المصابة العُمانية أم جود، وهي آخر المصابين في حادثة «حافلة المعتمرين»، وذلك بعد أن تعافت من إصابتها، وتلقيها العلاج في مستشفى الملك فهد بالأحساء. وأنهت الجمعية في وقت سابق ترتيبات سفر 33 أسرة وصلت إلى الأحساء لرعاية ذويها المصابين، وتسلم 9 جثامين، بالتواصل مع الجهات الحكومية، عبر غرفة عمليات مصغرة. وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في الجمعية وليد البوسيف: «إن الجمعية ودّعت المصابة العُمانية أم جود وذويها، وهي آخر المصابات في حادثة (حافلة المعتمرين) العُمانيين»، مضيفاً: «قدمت الجمعية واجبها الإنساني والاجتماعي ضمن مشروع (عابر سبيل) تجاه ابنة المصابة (الطفلة جود)، و137 عمانياً وعمانية، فور وقوع الحادثة المرورية في طريق خريص - الرياض القديم، طوال فترة إقامتهم بالأحساء». وأضاف البوسيف: «إن الجمعية بذلت جهوداً مميزة لتوفير الرعاية المناسبة للطفلة جود طوال فترة إقامتها بالأحساء، مع عائلة أحد موظفيها، التي احتضنتها وقدمت لها الحاجات كافة من رعاية واهتمام، وذلك بعد أن توفي والدها، وأدخلت والدتها المستشفى وتعرض أقاربها لإصابات متفرقة في الحادثة». بدوره، أوضح الموظف في الجمعية عبدالرحمن الخوفي، الذي تكفل باحتضان ورعاية الطفلة جود: «أنه بعد وقوع الحادثة برزت مشكلة الطفلة جود، التي فقدت والدها في الحادثة، وتعرض والدتها لإصابات بليغة، نومت إثرها في مستشفى الملك فهد، وحرصت الجمعية على توفير المحضن المناسب لهذه الطفلة باختيار عائلتي لاحتضانها، لأسباب عدة، من أهمها: وجود زوجتي (المرضع)، ورحب أفراد عائلتي بها واحدة من الأسرة، بل إنها أصبحت أختاً لأبنائي»، مؤكداً أنه سعيد بهذا التكليف الذي تلقاه من الجمعية لرعاية جود. من جهتها، قدمت والدة الطفلة جود، التي غادرت المملكة بعد تماثلها للشفاء شكرها لجمعية البر بالأحساء، على الخدمات التي قدموها لها وللمصابين العُمانيين في الحادثة الأليمة التي تعرضوا لها، خصوصاً عنايتهم واحتضانهم لابنتها جود طوال الفترة الماضية، إذ حظيت ابنتها برعاية مميزة. وقالت: «لم أتوقع أن أجد أناساً يهتمون بأدق التفاصيل من أجل تقديم خدمات إنسانية جليلة كجمعية البر في الأحساء».