بدأت مديرية الشؤون الصحية في الأحساء تنفيذ خطة إخلاء 27 مصاباً عمانياً، بعد تلقيهم العناية الصحية اللازمة في مستشفيات الأحساء. وكذلك نقل جثامين تسعة متوفين، إلى مطار الأحساء، لنقلهم جواً إلى سلطنة عمان. فيما لم يتبق في مستشفيات الأحساء سوى سبع حالات، لم تسمح أوضاعهم الصحية حالياً بالمغادرة، بعد تعرض حافلة تقل معتمرين لحادثة تصادم في شاحنة، على طريق الأحساء – الرياض في منطقة خريص، نتج منها وفاة تسعة أشخاص، و40 إصابة متعددة. وقال مدير «صحة الأحساء» الدكتور محمد العبدالعالي: «إن الخطة تمت بنجاح ويسر وسلاسة، وتم تنفيذها بمشاركة قيادات وفرق العمل في مستشفيات الملك فهد في الهفوف والأمير سعود بن جلوي والعيون والولادة والأطفال وإدارة الأزمات والطوارئ، بمتابعة ومباشرة من المساعد العلاجي الدكتور محمد الممتن، والمساعد المالي والإداري عبدالحميد العمير». بدوره، رفع قبطان الطائرة التي أقلت المصابين المقدم ركن طيار سعود حمد المعولي، رسالة شكر إلى «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و حاكم سلطنة عمان السلطان قابوس، وإلى أهلنا في مملكة الكرم والجود والإحسان والطيبة»، مضيفاً: «شرفت أمس بأن أكون قبطان الطائرة في مهمة إرجاع إخواني وأهلي وأحبتي في الأحساء، الذين غمرنا أهلها بكل أنواع الحب والمودة، ورسموا البسمة على شفاه الجميع، وشاركوا في تخفيف هذا المصاب لأبنائنا بعد تعرضهم لحادثة أثناء توجههم لأداء العمرة». وأضاف المعولي مخاطباً أهالي الأحساء: «إن جميلكم معلق في رقابنا، فنحن في عمان نعرف واجب الكرم، ونتسابق في ما بيننا على القيام به، ولكن وجدنا كرمكم ومساعداتكم في المحن مدارس ودروساً قد يصعب علينا فهمها وتطبيقها». إلى ذلك، واصلت جمعية البر في الأحساء تقديم الرعاية للمصابين العمانيين السبعة الذين ما زالوا يتلقون العلاج في مستشفيات الأحساء وذويهم، من خلال مشروع «عابر سبيل»، الذي يقدم الرعاية النفسية والاجتماعية، وكذلك تقديم المساعدات المادية والعينية للأسر المسافرة، التي قد تتعرض لحوادث وحالات إنسانية، داخل حدود المملكة. وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في الجمعية وليد البوسيف: «إن الجمعية ودعت 27 مصاباً من الأخوة العمانيين وذويهم، وتسع جثث من المتوفين، عبر مطار الأحساء مساء أول من أمس الجمعة، وذلك بالتعاون مع مديرية الشؤون الصحية والمرور والجوازات والأحوال المدنية، بعد أن بذلت جهوداً كبيرة لإنهاء الإجراءات الرسمية التي تخول المصابين بالسفر جواً بالطائرات الخاصة إلى سلطنة عمان»، مضيفاً: «إن الجمعية قدمت واجبها الإنساني تجاه عدد كبير من الأشقاء العمانيين، وشرفت بتقديم واجب الضيافة لهم، وكذلك تأمين وسائل مواصلات للتنقل بين مقر السكن والمستشفيات». وذكر البوسيف أن «الجمعية قامت بواجبها تجاه المصابين وذويهم، وكذلك الأسر التي قدمت من عُمان، للاطمئنان على المصابين خلال الأيام الماضية، إذ قام فريق العمل بالجمعية بتقديم واجبهم تجاه إخوانهم من السلطنة، بتسهيل إجراءات السكن وتأمين الوجبات الغذائية ووسائل المواصلات طوال فترة إقامتهم بين أهلهم في الأحساء، وذلك تسهيلاً لتنقلهم من مقر السكن إلى المستشفيات التي يوجد بها المصابون والعكس». وأضاف: «إن جمعية البر حريصة على توفير كل سبل الراحة للمصابين العمانيين وأقاربهم الذين لم يغادروا المستشفيات. وما زالت فرق العمل من المختصين التي شكلتها الجمعية لكلا الجنسين يقومون بأداء واجبهم بعمل زيارات ميدانية للمستشفيات الموجود بها المصابون، لتخفيف الأثر النفسي الناتج من الحادثة الأليمة التي أصابتهم وتقديم المساعدات التي يحتاجونها، إضافة إلى استمرار تأمين وسائل مواصلات لنقل ذوي المصابين من المستشفيات إلى مقر السكن والعكس، وكذلك العمل على تأمين حاجاتهم خلال فترة إقامتهم في الأحساء، وحتى تتحسن صحتهم ومغادرتهم وهم بأتم صحة وعافية».