تجري استعدادات استثنائية في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة لعقد اجتماع مجلس الدفاع العربي مساء غد الخميس للمرة الأولى منذ العام 1984 (عُقد في تونس في فترة نقل مقر الجامعة إلى العاصمة التونسية على خلفية توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد). وزار وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي أمس الثلثاء مقر الجامعة، وتفقد الاستعدادات الخاصة بعقد الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والدفاع العرب والمقرر عقده مساء الخميس، في مقر الأمانة العام للجامعة. وصرح الأمين العام للجامعة نبيل العربي، عقب لقائه وزير الدفاع المصري، بأن الفريق أول صبحي قام بجولة تفقدية في مقر الأمانة، وجرى التشاور والتنسيق بشأن ترتيبات انعقاد الجلسة التي ستشهد إقرار البروتوكول الخاص بإنشاء القوة العربية المشتركة. ومن المقرر أن تعقد لجنة الترويكا العربية المنبثقة عن القمة اجتماعاً تنسيقياً تشاورياً مساء غد، قبيل انعقاد الاجتماع الوزاري المشترك، وذلك للتشاور حول سير أعمال الاجتماع ومشروع جدول أعماله. وتضم الترويكا مصر رئيساً، بالإضافة إلى الكويت والمغرب والأمين العام للجامعة. ومن المنتظر أن تعلن الجامعة عقب اجتماع وزراء الخارجية والدفاع العرب عن تشكيل القوة المشتركة، حيث لا يحتاج تفعيل القوة موافقة كل الدول، فقد حددت قمة شرم الشيخ في آذار (مارس) الماضي مشاركة الدول اختيارياً. وبحسب مصادر مطلعة في القاهرة فقد وافقت مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدةوالكويت والبحرين واليمن والأردن والمغرب وليبيا على تشكيل القوة. وكانت سلطنة عمان أعلنت أنها لن تشارك في القوة وأعرب وزير الشؤون الخارجية بالسلطنة يوسف بن علوي عن أمله بأن تتمكن هذه القوة من مواجهة المخاطر الراهنة التي تهدد المنطقة العربية، قائلاً إن دستور بلاده يحظر مشاركة القوات المسلحة خارج نطاق دول مجلس التعاون الخليجي. أما العراق فكان قد تحفظ في الأساس على قرار قمة شرم الشيخ بإنشاء القوة. ونص قرار القمة على أن تتدخل هذه القوة عسكرياً لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء، بناء على طلب من الدولة المعنية، وهو القرار الذي تحفظ عنه العراق. ولا يتجاوز عدد عناصر هذه القوة ال40 ألف جندي، إضافة إلى ألف طيار حربي، وثلاثة آلاف عنصر من القوات البحرية، وستكون القاهرة مقر القيادة. وتبقى الوحدات المقاتلة في البلاد التي تنتمي إليها إلى حين استدعائها، إذا لزم الأمر. وقال المستشار العسكري للأمين العام للجامعة اللواء أركان حرب محمود خليفة إن هناك دولاً أرسلت موافقة فعلية، لافتاً إلى أنه أياً كان العدد الذي سيقوم بالتوقيع على البروتوكول سيتم تشكيل القوة العربية وليس إلزاماً أن تكون القوة بإجمالي كل الدول العربية. وتنفيذاً لقرار قمة شرم الشيخ، عقد رؤساء أركان الجيوش العربية اجتماعين في مقر الأمانة العامة للجامعة برئاسة رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق محمود حجازي أولهما في نيسان (أبريل) ثم في أيار (مايو) الماضي، وتمت بلورة نتائج الاجتماعين في مشروع بروتوكول إنشاء القوة العربية المشتركة. وينص مشروع البروتوكول على أن الانضمام لهذه القوة اختياري، ويحدد الخطوط العريضة لمهماتها في التدخل السريع أو القيام بما تكلف به من مهمات أخرى، ولمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة وسيادة الدول العربية أو تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي بما في ذلك تهديدات التنظيمات الإرهابية وذلك بناء على طلب الدولة المعنية. وكانت قمة شرم الشيخ كلفت الأمين العام للجامعة بالتنسيق مع رئاسة القمة (مصر) باقتراح الإجراءات والتدابير الخاصة بتشكيل القوة المشتركة وما يتعلق بموازنتها وطبيعة عملها. وبعد التوقيع على بروتوكول إنشاء القوة المشتركة، ومدته خمس سنوات، سيكون بحاجة إلى تصديقات من حكومات الدول الموقعة حتى يصبح نافذاً.