تعاني دول عربية عدة من مشكلة «الازدحام المروري»، بخاصة خلال الصباح، حين يتوجه الطلاب والموظفون إلى مدارسهم وأعمالهم، وأيضاً في فترة ما بعد الظهر، حين يعود الجميع إلى منازلهم. وضربت هذه المشكلة عواصم عربية كبرى، وإن كانت لم توفّر المدن الصغرى. وتجتاح زحمة السير العاصمة المصرية القاهرة، التي تجاوز عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، إضافة الى العاصمة السعودية الرياض، البالغ عدد سكانها ستة ملايين. وانتقلت الظاهرة إلى العواصم الصغيرة، مثل العاصمة الاردنية عمّان التي أصبحت تعاني ازدحاماً شديداً، على رغم عدد سكانها القليل. بينما تشهد العاصمة اللبنانية بيروت الظاهرة ذاتها التي باتت تؤرق مواطنيها بشكل يومي. وتعددت الأسباب المؤدية إلى المشكلة نفسها. وتعود أسباب الازدحام عامة إلى عوامل متعلقة بالبنية التحتية التي لا تتناسب مع عدد سكانها. يُضاف إلى ذلك العنصر البشري، وقلة الوعي، وتزايد الممارسات الخاطئة، وارتفاع أعداد السيارات. في حين تعمل الإمارات على تطوير البنية التحتية والطرقات الخارجية والداخلية في شكل دائم، تشهد العاصمة أبوظبي وإمارة دبي ازدحاماً مرورياً، على رغم الإنفاق الضخم والمشاريع المتطورة. وظاهرة «الازدحام المروري»، تشكل أزمة حتمية تستدعي ايجاد حلول سريعة وعملية، تفادياً لانعكاساتها السلبية والخطيرة على المواطنين.