تتزايد مخاوف في جنوب اليمن من تمدد تنظيم «القاعدة» إلى عدن منذ سيطرته على محافظة حضرموت وعاصمتها المكلا في نيسان (ابريل) الماضي. وفجّر مسلحون يُعتقد بأنهم تابعون ل «القاعدة» أمس مبنى الأمن السياسي (الاستخبارات) في مدينة عدن، في وقت تؤكد السلطات الموالية للحكومة الشرعية أنها تبذل جهوداً لإعادة بناء أجهزة الأمن وقوات الجيش والشرطة، واستيعاب مسلحي «المقاومة» ضمن التشكيلات الرسمية. وكان القيادي البارز في «القاعدة» جلال بلعيدي المرقشي أكد قبل أيام في تسجيل مصوَّر بثته «مؤسسة الملاحم» (الذراع الإعلامي للتنظيم في جزيرة العرب) وجود عناصر للتنظيم في المحافظاتالجنوبية اليمنية وقتالهم الحوثيين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول محلي لم تذكر اسمه أن عناصر من «القاعدة» تمركزوا مطلع الشهر في مبنى الأمن السياسي، بعد أسبوعين على سيطرة القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي على عدن. وأضاف أن «هؤلاء العناصر دمّروا ملفات للشرطة السياسية واستولوا على أخرى. وأفادت مصادر محلية بأن دويّ تفجير مبنى الأمن السياسي المكوّن من أربعة طوابق والواقع في منطقة التواهي قرب مقر التلفزيون الحكومي، سُمِع في أنحاء عدن وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من المكان. ولم تَرِد أنباء عن ضحايا، في حين روى شهود إن إطلاق نار كثيفاً سُمِع قرب فندق يقيم فيه عسكريون من قوات التحالف في منطقة الحسوة غرب عدن، أعقبه إغلاق للشوارع المحيطة. وفي مدينة صعدة، معقل جماعة الحوثيين، أكد شهود ل «الحياة» أن عدداً من مساجد المدينة وجّه نداءات ل «الجهاد»، والدفاع عن زعيم جماعة عبدالملك الحوثي، بعد تردُّد معلومات عن عملية إنزال كوماندوس تحضّر لها القوات السعودية في جبل «رغات» في صعدة. إلى ذلك، قال الناطق باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية العميد الركن أحمد عسيري، إن فريقاً متخصصاً باشر مهمته للتحقيق في أسباب سقوط مروحية من طراز «أباتشي» في قطاع جازان (جنوب السعودية) أول من أمس، والذي أدى إلى استشهاد طيارَين سعوديَّين. وأكد عسيري أنه ستؤخذ في الاعتبار الأسباب التي أدت إلى الحادثة، وأن النتائج ستُعلن فور الانتهاء من التحقيق. وكانت قيادة التحالف نعت أول من أمس الرائد الطيار علي بن محمد القرني والنقيب الطيار ناصر بن محمد الحارثي اللذين استشهدا، إثر سقوط طائرة من طراز «أباتشي» أثناء أدائهما واجب الدفاع عن حدود السعودية. وعلى الصعيد الميداني أكدت أمس مصادر عسكرية يمنية أن قوات ضخمة للتحالف عبرت من منفذ الوديعة السعودي ووصلت إلى معسكر اللواء 17 في منطقة صافر في محافظة مأرب (شرق صنعاء) التي تشهد معارك كرّ وفرّ منذ أربعة أشهر بين مسلحي المقاومة القبلية المدعومين بوحدات موالية للحكومة اليمنية الشرعية وقوات الحوثيين التي تحاول التقدم نحو مركز المحافظة في مدينة مأرب من ثلاث جبهات. وكشفت المصادر أن تلك القوات التابعة للتحالف تدعمها عشرات الآليات الثقيلة من دبابات ومدرعات وناقلات جند، تحمل مئات من المقاتلين الموالين للحكومة الشرعية الذين حصلوا على تدريبات على يد قوات التحالف. وتوقّعت أن تنتشر هذه القوات على جبهات القتال لحسم المعركة مع الحوثيين في مأرب، تمهيداً للمعركة الفاصلة لتحرير صنعاء.