أكدت مصادر أمنية وقبلية في محافظة حضرموت اليمنية (شرق) أن تنظيم «القاعدة» في اليمن قرر إغلاق القباب والأضرحة التابعة لبعض المساجد الشهيرة في مدينة «المكلا» ومنع الاقتراب منها تمهيداً لهدمها، في وقت أفادت المصادر بأن خلافات داخل صفوف التنظيم أدت إلى انشقاق القيادي جلال بلعيدي المرقشي ومبايعته أبي بكر البغدادي «خليفة». وأضافت المصادر أن بلعيدي افتتح معسكراً تدريبياً لعناصر «داعش» في صحراء حضرموت في منطقة تدعى «قفة الكثيري» وأمن الطرق إليها. كما أكدت أنه استقبل مئات الأشخاص في المعسكر خلال الأيام القليلة الماضية من أبناء حضرموت ومن جنسيات مختلفة في سياق إعداد جيشه الخاص بعيداً من تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الذي كان أعلن أخيراً تنصيب قاسم الريمي خلفاً لزعيمه ناصر الوحيشي الذي قُتل بغارة أميركية. وكان التنظيم سيطر قبل نحو ثلاثة أشهر على المكلا (عاصمة حضرموت) ومناطق واسعة محاذية لها على ساحل البحر العربي، من دون أن يتمكن من إسقاط مناطق وادي حضرموت على رغم انتشار عناصره في جبالها ووديانها الصحراوية، بسبب صمود قوات الجيش التابعة للمنطقة العسكرية الأولى وعدم انهيارها أمام هجمات التنظيم. في غضون ذلك تواصلت المعارك بين مؤيدي شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وبين ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لهم في مختلف جبهات القتال في تعز ومأرب وعدن والضالع وأبين، وأفادت مصادر المقاومة بأن ثمانية حوثيين على الأقل قتلوا في جبهة الكود وسط محافظة أبين. وأضافت «أن المواجهات لا تزال محتدمة في شمال عدن وغربها حيث يحاول الحوثيون التقدم في مديريات البريقة والمنصورة والشيخ عثمان ودار سعد للسيطرة على آخر معاقل أنصار هادي في وقت لا تزال النيران تشتعل نتيجة قصف الجماعة أحد خزانات الوقود التابعة لمصفاة عدن في مديرية البريقة مع استمرار الجهود لتطويق الحريق ومنع انتشاره إلى خزانات أخرى. وتواصلت غارات طيران التحالف أمس على مواقع مفترضة للحوثيين ومخابئ لقادة الجماعة ومخازن للذخيرة والسلاح في محافظات إب والمحويت ومأرب والجوف وحجة وصعدة وذمار. وقالت مصادر عسكرية ومحلية إن القصف طاول مديريات السدة والنادرة والقفر في محافظة إب، كما استهدف مواقع في منطقة عنس الواقعة غرب محافظة ذمار وامتد إلى مديرية الرجم في محافظة المحويت. واستمر الطيران أمس في قصف أهداف الحوثيين في مدينة صعدة والمديريات التابعة لها بامتداد الحدود الشمالية الغربية لليمن حيث يحاول المسلحون الحوثيون الاقتراب من الخط الحدودي لإطلاق القذائف داخل الأراضي السعودية. وتزامنت هذه التطورات مع تصريحات لقادة حوثيين أكدوا أنهم بعد فشل مشاورات جنيف يسعون إلى التشاور مع مختلف المكونات السياسية في الداخل بما فيها حزب المؤتمر الشعبي (حزب الرئيس السابق علي صالح) لتشكيل مجلس رئاسي وحكومة شراكة وطنية بعيداً عن الرئيس هادي وحكومته الموجودة خارج البلاد.