انتهت البطولة الأفريقية وحصلنا على الكأس بفضل من الله توفيقه لكل عناصر اللعبة وحققنا أرقاماً قياسية من الصعب بل من المستحيل على أي فريق أفريقي تحقيقها مستقبلاً الأجمل أن السيناريو سار بطريقة لو وضعها أفضل مخطط للكرة المصرية لم يكن لينجح أبداً في رسم هذا السيناريو ولو كنا استعنا بأفضل مخرج في العالم ليظهر المشهد الختامي بهذه الصورة والدرجة من الإبداع لما نجح أبداً في ذلك، وتعالوا بنا نستعيد القصة من أولها فالبداية كانت مع نيجيريا المتأهلة لكأس العالم والكل كان يضع يده على قلبه من مواجهة هذا الاسم العريق، ولكن نجحنا في العبور بثلاثية بعد أن كنا متأخرين بهدف لتظهر معالم النجاح مبكراً وليضع منتخبنا الوطني لكل الفرق الكبرى تحت ضغط شديد خوفاً من مواجهته وبالطبع فزنا على موزمبيق وبنين بسهولة تامة لنصعد لصدارة المجموعة وننتظر صاحب المركز الثاني في المجموعة الثالثة وكانت هناك 4 فرق هي الكاميرون والجابون وزامبيا وتونس. وشاء القدر أن نلاقي الكاميرون المتأهلة لكأس العالم وينجح المنتخب الوطني للمرة الثانية في تحويل تأخره بهدف إلى فوز بثلاثية ليقصي فريقاً آخر متأهلاً لكأس العالم بعد نيجيريا ثم ننتظر الفريق الذي سنلاقيه في الدور نصف النهائي ودعا الجميع سراً ألا يكون المنتخب الجزائري لأسباب عدة، أهمها: أن بين الفريق الذي أقصى فريقنا من تصفيات كأس العالم وثانيها عقدة شمال أفريقيا المعتادة وثالثها الضغط النفسي الرهيب الواقع على اللاعبين في حال مقابلة الجزائر وغير هامة الأسباب، وفازت الجزائر على كوت ديفوار وصعدت لمواجهتها لتكون الفرصة الأكبر للرد القوى والعنيف لرجال مصر فيمطرون شباكها برباعية مع الرأفة الشديدة. وهنا أتوقف قليلاً لأسأل السادة الأفاضل الذين خرجوا علينا بعد مباراة الجزائر في تصفيات كأس العالم يطلبون مقاطعة الجزائر وعدم اللعب أمامها في أي بطولات أيا كانت العقوبات التي ستوقع على مصر، ولأن أحداً لا يعلم معنى العقوبات أسوق لهم ما حدث من الاتحاد الأفريقي مع فريق توغو الذي انسحب من البطولة بعد حوادث قتل لعدد من أعضاء بعثته ومع ذلك لم يرحمه الاتحاد الأفريقي وقرر حرمانه من المشاركة في بطولتي أفريقيا القادمتين وهي العقوبة نفسها التي كان من الممكن أن توقع على الفريق المصري لو انسحب من البطولة وبصرف النظر عن العقوبات أتساءل: أيهما أفضل للكرة المصرية والشعب المصري؟ هل كان الانسحاب هو الأفضل والهروب من المواجهة أم اللعب ومحاولة إثبات الوجود والانتصار كما حدث أمام الجزائر؟ وعلى رغم تعرضي الشخصي لهجوم ضار وعنيف من بعض المتربصين لرفضي التام فكرة الانسحاب إلا أنني صممت على رأيي مكتوباً ومرئياً، لأن الرياضة لها أصول وقواعد ويكفي كل المصريين تصريح رئيس الاتحاد الجزائري بأحقية مصر في الفوز، لأنها باختصار - على حد قوله - كانت الفريق الأفضل بكل المقاييس، وهذا يكفينا جميعاً، إضافة إلى الإشادة غير العادية من كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية واعترافها بأن منتخب مصر كان الأجدر بالتأهيل والصعود لكأس العالم أولاً الظروف المعاكسة التي واجهها وتسببت في الإطاحة من كأس العالم التي ستفقد فريقاً قوياً استطاع أن يفوز على أربع دول متأهلة لكأس العالم وهي نيجيريا والكاميرون والجزائر ثم غانا في نهائي البطولة ليؤكد أنه فريق من العيار الثقيل، ولكن ومع كل احترامي لأستاذي العزيز صلاح منتصر كنت أتمنى أن نكون في كأس العالم حتى ولو خرجنا من الدور الأول لأن كأس العالم لها طعم وشكل آخر مختلف تماماً عن كل البطولات القارية مهما كان اسمها أو حجمها ولأنني كنت هناك لاعباً عام 1990 ومعلقًا عامي 1998، 2002 لا أستطيع أن أصف لكم معنى وقيمة كأس العالم لذلك لا أوافق أستاذنا صلاح متنصر في أن الحصول على بطولة كأس أفريقيا أفضل من المشاركة في البطولة العالمية حتى ولو خرجنا مبكراً كما قلت فما أجمل أن تكون فرق مجموعتك أمثال هولندا وألمانيا وفرنسا والبرازيل والأرجنتين وغيرها من هذه الدول الكبرى في عالم كرة القدم وكم كانت سعادتنا تكبر لو حققنا الفوز وصعدنا لدور أو أكثر في كأس العالم، ولا سيما أن هذا الجيل وجهازه الفني مهيأ تماماً لذلك يكفي ما حققناه من نتائج مصر، وهي فوزه أمام البرازيل وإيطاليا في بطولة القارات، وقد أصبح المنتخب حديث العالم أجمع لأيام طويلة بعد هذه المباريات لذلك أدعو الله أن يحقق حلم الجميع وأن يصعد منتخبنا إلى كأس العالم المقبلة، لأنه على الأقل يستحق هذا الشرف العظيم. [email protected]