باشرت الجزائر والسعودية مشاورات تتناول سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين. واستقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمس مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود بحضور وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني. ويقوم الأمير محمد بن نايف بزيارة للجزائر بدعوة من الوزير زرهوني. ولم تعلن السلطات الجزائرية مضمون المحادثات، واكتفى بيان لرئاسة الجمهورية بالإشارة إلى أن الرئيس بوتفليقة استقبل المسؤول السعودي الذي أجرى أيضاً محادثات مع الوزير زرهوني. وأكد الأمير محمد بن نايف عقب استقبال الرئيس الجزائري له إرادة البلدين المشتركة لتطوير علاقاتهما في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. ووقعت الجزائر والرياض أخيراً على مذكرة تفاهم حول إنشاء آلية للتشاور السياسي والتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين، تنص على تنظيم لقاءات بين المسؤولين في البلدين على المستوى الوزاري والمساعدين، إضافة إلى التنسيق في مختلف القضايا السياسية التي تهم الدول العربية والإسلامية. وتوقع مراقبون أن تكون المحادثات الجزائرية - السعودية استعرضت تجربة البلدين في ميدان محاربة الإرهاب وحماية أمن المدن والمنشآت الحيوية، إضافة إلى تجربة أجهزة الأمن في مجال تدريب ضباط الشرطة حول محاربة الجريمة المنظمة. واعتبر مراقبون أن الزيارة تؤكد أن «التعاون قائم بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب». وقالوا إن من المتوقع أن يكون زرهوني ناقش مع ضيفه السعودي جملة من الأفكار في شأن كيفية تعزيز هذا التعاون بهدف مكافحة الظاهرة. كما توقعوا أن تكون السلطات الجزائرية عرضت تجربتها في الحد من العمليات الانتحارية التي دأب تنظيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الذي تحوّل إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» على تنفيذها في قلب المدن. ونجحت أجهزة الأمن الجزائرية منذ العام الماضي في تجنيب المدن ذات الكثافة السكانية الكبرى، وبالخصوص العاصمة، عمليات شبيهة بما كان يحصل في السابق (وقع آخرها في حزيران/يونيو 2008 واستهدف ثكنة للحرس الجمهوري في برج الكيفان على بعد 15 كلم شرق العاصمة).