منذ العام 1998 بدأت الهيمنة المصرية على بطولة كأس الأمم الافريقية لكرة القدم بصورة لافتة، حتى في تلك البطولات التي خسرها الفراعنة كانوا مرشحين لنيل لقبها قبل انطلاق المنافسة، وكثيراً ما تردد في الإعلام عقب كل كأس افريقية ان المنتخب المصري محظوظ بحجة أن المباراة الختامية انتهت بركلات الترجيح أو ان البطولة اقيمت في مصر او ان كأس افريقيا صادفت تأهل المنتخبات المنافسة إلى كأس العالم وبالتالي انشغال هذه المنتخبات بالأهم وغير ذلك من الأسباب التي يسوقها هواة التشكيك بالإنجازات. وللحق فالمنتخب المصري ليس محظوظاً على الاطلاق لأن سوء الطالع لم يفارقه في تصفيات كأس العالم، وهي الخطوة الأهم للمصريين في عالم كرة القدم، خصوصاً أن كأس افريقيا لم تعد حلماً للفراعنة بل انها اصبحت انجازاً في متناول اليد على اعتبار ان الكرة المصرية باتت الأقوى في افريقيا منذ سنوات... ولا يختلف اثنان على ان الجيل الذهبي للكرة المصرية بوجود محمد ابو تريكة ورفاقه لو كتب له بلوغ نهائيات كأس العالم لترك أثراً في النهائيات ربما يوازي تأهل تركيا الى نصف النهائي في مونديال 2002، وربما كانت عروض المصريين في كأس القارات برهاناً على أنهم جديرون بالذهاب بعيداً. وخلال الاسبوع الماضي أجرى أحد المواقع الالكترونية استفتاء يستطلع فيه أراء المشجعين المصريين حول الانجاز وهل يمكن ان ينسيهم مرارة الاقصاء من المونديال، وجاءت النتيجة مناصفة، إذ قال 50 في المئة من المشاركين في التصويت أن الفوز بكأس افريقيا يمثل هدية ثمينة من شأنها أن تنسيهم المونديال، بينما قال النصف الآخر أن لا طعم يطغى على مرارة الخروج من تصفيات كأس العالم... وحقيقة لا يلام اصحاب الراي الأخير على اعتبار أن وصول المنتخب المصري الى المونديال كان بمثابة الدخول الى العالمية بقوة والدفاع عن سمعة الكرة الافريقية بطريقة تفوق ما يمكن أن يفعله المتأهلون الستة الى مونديال 2010. نحن متفقون دائماً على أن لا عدالة في عالم كرة القدم، وفي الحالة المصرية يبدو الأمر أكثر ظلماً، خصوصاً أن أعظم لاعبي الكرة في مصر لم يستطيعوا الظهور في كأس العالم ويكفي أن لاعبين من امثال محمود الخطيب وفاروق جعفر وابراهيم يوسف وحسن شحاتة واحمد حسن ومحمد ابو تريكة وعصام الحضري لم تنصفهم كرة القدم وكتبت عليهم الغياب الى الأبد عن ميدان المونديال. ويبقى أن مصر غير محظوظة بعكس ما يردده البعض من الذين استكثروا على هذا المنتخب الأنيق الفوز بكأس افريقيا مرة ثالثة، لأن الانصاف الحقيقي والمكان اللائق لمنتخب الفراعنة يتمثل في الظهور صيف العام المقبل في جنوب افريقيا غير أن الحظ أدار ظهره مجدداً لمصر في عالم المستديرة العجيب. [email protected]