«الرهوان» ديوان للشاعر السوري عبدالله الحامدي صدر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر - ويحتوي الديوان الذي يقع في 112 صفحة من القطع المتوسط 15 قصيدة شكلت عصارة تجربة الحامدي وعلاقته الحميمة مع محيطه تحت وقع المتغيرات، بدءاً من الطفولة إلى الصبا إلى النضج الذي راح يتفجّر بالوجع على وطن يحترق والحنين إلى ما بات يشبه المجهول. و«الرهوان» هو الديوان الثالث للحامدي بعد «وردة الرمل» - دمشق 1995 و «نشرة غياب» - الدوحة 2005، وللعنوان الجديد المشتق من إحدى قصائد الديوان دلالة تحيل إلى مدى ارتباط الشاعر بالبيئة والتراث والتاريخ في منطقة الجزيرة السورية المعروفة بتنوعها العرقي والديني فضلاً عن غناها الجغرافي والسياسي. وتعكس قصائد «الرهوان» تعلّق الشاعر بأمكنة أخرى تركت أثرها الوجداني والإنساني حتى باتت جزءاً من نسيج تجربته التي تنتمي إلى قصيدة النثر المعاصرة. يقول الشاعر في تسويغه للعنوان على الصفحة الأولى: «الرَّهَوَانُ: الحصانُ، وثمة اختلاف حول الكلمة، أهي تركيّة أم فارسيّة أو كرديّة - معرّبة؟ والمُرهِيُّ من الخيل السريعُ الذي تراه كأنّه لا يُسرِع، وإذا طُلِب لم يُدرَك!». «وطني، عاشق عابر، بسكليت، أعرفُ طريقي للمرح، ثلج أحمر، عامودة مرة أخرى، طنجة، أنا عدُّوكِ، النساءُ اللواتي يشبهنكِ، المستحيلة، فتاة شرقية، طفل الحرب، كبرتُ يا أمي، أحزان الحمام الدمشقي، الرهوان»... عناوين تكثف هواجس قصيدة عبدالله الحامدي الحديثة، والمنفتحة – في الوقت نفسه – على الموروث الشعري العربي بإيقاعاته وأوزانه وقوافيه مع المحاولة الدؤوب للتغريد خارج السرب. من أجواء «الرهوان»: «ركضتُ تحت الأمطارِ/ وأحببتُكِ/ بكيتُ مع المشرَّدين/ وأحببتُكِ/ صرختُ في المظاهرات/ وأحببتُكِ/ قرأتُ الأشعار/ وأحببتُكِ/ كتبتُ الأشعار/ فقرأتُكِ!». لوحة غلاف الديوان للفنان التشكيلي السوري زهير حسيب.