أعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو عن ثقة المنظمة في قدرة مصر على إنجاح مؤتمر إعادة إعمار دارفور الذي تستضيفه القاهرة في 12 آذار (مارس) المقبل، وقال أوغلو خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس، إنه اتفق مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على كل الترتيبات الخاصة بعقد المؤتمر، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية المصرية ستتولى توجيه الدعوات إلى الدول والجهات المشاركة، وأن المنظمة الآن في صدد الإعداد للمؤتمر. وأوضح أوغلو أن مؤتمر المانحين لإعمار وتنمية إقليم دارفور يهدف إلى توفير الظروف الملائمة للعودة الطوعية للنازحين لوطنهم، مشيراً إلى أن التقارير التي وصلت للمنظمة تفيد بأن هناك حوالى مليون و200 ألف نازح عادوا إلى 600 قرية في دارفور. وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى إقامة مشاريع من أجل العودة الطوعية للنازحين وتحفيز هذه العودة من خلال مشاريع تشمل التعليم والصحة والمياه وبناء مساكن، إضافة إلى مشاريع البنية التحتية من طرق وتنمية زراعية ومصانع. وأكد أن هذه المشاريع ستمول من طريق المنح أو الاستثمار والتمويل. وقال إن المنظمة لم تتأخر عن مساعدة دارفور، بل تعمل في شكل حثيث مع الحكومة السودانية والجهات المعنية والرئاسية المصرية - التركية المشتركة للمؤتمر، وفي ظل اهتمام عدد كبير من الدول من بينها السعودية التي تتميز بثقلها الكبير من الناحيتين السياسية والمادية. وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي: «نعتقد أن دارفور تمر الآن في نوع من الاستقرار، وهناك مؤشرات إيجابية في السودان منها التوجه نحو العملية الديموقراطية بما يعزز فرص السلام والاستقرار في الإقليم». وأضاف أن التنمية هي المفتاح لتحقيق السلام والأمن في دارفور. وبطبيعة الحال، فإن المؤتمر يؤكد ويعزز دور الدول الأعضاء في المنظمة في التنمية ويعمل على تعزيز الاستقرار والسلام في العالم الإسلامي. وأكد أوغلو أن فكرة المؤتمر بدأت في آيار (مايو) الماضي خلال مؤتمر وزراء خارجية دول المنظمة في سورية، إذ كُلفت الأمانة العامة للمنظمة بتنظيم المؤتمر، واختيرت مصر وتركيا للرئاسة المشتركة، وهناك لجنة تحضيرية مكونة من مصر وتركيا والسعودية والسودان ومنظمة المؤتمر الإسلامي وبنك التنمية الإسلامي التابع للمنظمة. وأشاد بالدور المصري في المؤتمر، وقال إنه «يتميز بأشياء عدة منها استضافتها المؤتمر ... أنا واثق من نجاح المؤتمر لعقده في القاهرة». وأشار أوغلو إلى أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر عقدت اجتماعات، أولها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في القاهرة، ووضعت خلاله المبادئ الأولية، فيما عُقد الثاني منذ أسبوعين في السودان وأُقرت فيه الخطة الإعلامية وبرنامج العمل والصورة المبدئية للمشاريع المطروحة. وكان أعضاء اللجنة زاروا في 22 كانون الثاني (يناير) الماضي دارفور للاطلاع على الأوضاع الأمنية وعودة النازحين، وأكدت اللجنة استقرار الأوضاع الأمنية في الإقليم بنسبة كبيرة وانحسار الصراع الأمني. كما زارت اللجنة مخيمي أبو شوق والسلام. من ناحية أخرى، انتقد أوغلو قرار المحكمة الجنائية الدولية إضافة تهمة الإبادة الجماعية للرئيس السوداني عمر البشير، واعتبره «تطوراً سلبياً لا يسهم في حل القضية ... الآن هناك تطورات إيجابية في دارفور منها استتباب الأمن إلى حد كبير ونحن نتوقع اهتماماً إسلامياً ودولياً بقضايا التنمية لأننا سنتقدم بمشاريع معينة للدول والمانحين لأن المسألة لا تقتصر على تبرعات مالية وإنما بناء مشاريع». وأضاف: «أن يأتي هذا الاتهام الجديد في هذا الوقت فأعتقد أنه سيثير بعض البلبلة لكنه لن يؤثر لأن طريق الحل في دارفور يمر بمرحلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية». في غضون ذلك، أكد سفير السودان في القاهرة عبدالرحمن سر الختم أن قرار محكمة العدل الدولية إضافة تهمة الإبادة الجماعية لقائمة التهم الموجهة للرئيس السوداني، من شأنه أن يضعف جهود إحلال السلام في دارفور وسيكون محبطاً للجهود العربية والأفريقية من أجل إحلال السلام والاستقرار في السودان عموماً وفي الإقليم خصوصاً. وقال السفير عبد الرحمن سر الختم عقب لقائه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس إن اللقاء جاء بطلب من الأمين العام لمراجعة الترتيبات الخاصة بزيارة السفراء العرب والأمين العام إلى دارفور يومي 13 و14 الشهر الجاري.