يبدو أن اليوم العالمي للشباب لم يمر في الكويت من دون تقديم المسؤولين فيها وعوداً وصفها بالجيدة بعض المتابعين الشباب، فهذا اليوم (12 آب - أغسطس) أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوماً دولياً للشباب في قرارها 120/54أ عملا بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة، 12 آب 1998). والهدف من هذا اليوم هو إشراك المواطنين الشباب في بناء مجتمعهم، لتحقيق تنمية بشرية مستدامة. وتمثل نسبة الشباب في الكويت حالياً، بحسب وزارة الدولة لشؤون الشباب، 60 في المئة تقريباً من التركيبة السكانية الحالية. وخرجت تصريحات المسؤولين إلى الشباب في يومهم العالمي بشكل «جذاب»، فأعلن وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، أن مشروع إنشاء هيئة خاصة للشباب الذي جاء بموافقة الحكومة سيرى النور قريباً «بهدف التطوير والتحسين الدائمين للخدمات التي تقدمها دولة الكويت للشباب». جاء ذلك في احتفال أقيم لتكريم مجموعة من الشباب الحاصل على النتائج المشرفة في العديد من النشاطات والفعاليات التي شاركوا بها خلال عامي 2014 و2015 لمناسبة اليوم العالمي للشباب. ونوه الحمود في كلمته بالشباب الذين أحرزوا نتائج مشرفة في المسابقات التي نظمت خلال هذا العام، معتبراً ذلك «انتصاراً كبيراً لدولة الكويت من خلال المنافسة الشريفة مع أقرانهم أظهرت شباب الكويت بإمكاناته وإبداعاته المختلفة». وقال وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب بالإنابة عبدالرحمن المطيري في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا»، إن الوزارة تسعى إلى استثمار الطاقات الشبابية التي تعتبر مكوناً رئيسياً وفعالاً في دفع عجلة التنمية في البلاد بالتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام والشباب أنفسهم. أما رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، فأكد حرص الكويت عبر كل مؤسساتها على دعم الشباب ورعايتهم، لا سيما في ظل اهتمام وتوجيهات أمير البلاد. وقال في تصريح في المناسبة ذاتها، إن مجلس الأمة أولى أهمية كبيرة لشريحة الشباب في مناقشاته وجلساته حتى أقر منظومة من التشريعات والإجراءات المعنية بتمكين الشباب وتوفير الحاضنة الإيجابية لطاقاتهم في كل المجالات. وأضاف أن الشباب الذين يمثلون الشريحة الأكبر في المجتمع هم العنصر الأهم في تحقيق التنمية والبناء، مشدداً على أهمية تمكين الشباب في القيادة والإدارة. الهيئة العامة للشباب والرياضة أعلنت هي الأخرى في بيان لها أهمية إحياء يوم الشباب العالمي الذي يعد تكريماً للإنجازات التي حققها الشباب مع توفير البيئة المناسبة لدفعهم إلى مزيد من الإنجازات وتشجيع مساهماتهم في بناء المجتمع بقضايا التنمية والسلام وإثراء ثقافة الحوار، معلنة استعدادها لإطلاق الحملة الوطنية لتعزيز المواطنة ومحاربة التطرف ومشروع التوعية من أضرار المواد المخدرة والعديد من المشروعات الطموحة. رئيس المجلس الأعلى للشباب العرب ومحافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود، أكد ضرورة أن يكون لفئة الشباب الدور الفاعل والأساس في هذه المرحلة من خلال التسلح بالعلم الرصين في ظل المتغيرات والتحديات التي تعيشها الأوطان العربية. وراحت جمعيات المجتمع المدني هي الأخرى تطلق البيانات بالمناسبة، فأصدرت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان بياناً دعت فيه الشباب إلى مشاركتها مشروع «قيادات شبابية من أجل السلام» الذي يتم تنفيذه حالياً بالتعاون مع «مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية» (MEPI) في الكويت، بهدف التصدي لثقافة التطرف والكراهية وتكريس قيم السلام في المجتمع. كما ذكّرت الجمعية الجهات الحكومية بأهمية الالتفات إلى حاجات الشباب وقضاياه، والعمل على دعمه وتلبية احتياجاته، فالشباب هم معاول البناء وركيزة التنمية في كل المجتمعات. ماذا عن رأي الشباب الكويتي بواقعهم في ذكرى يومهم العالمي؟ يجيب محمد الظفيري: «في يومنا العالمي نتابع أداء الحكومة في تنفيذ المشاريع الإسكانية المعلنة، ونترقب الإنجاز، فنحن نطمح إلى أن تحقق حكومتنا حلمنا في بيت لكل شاب خلال العام المقبل». أما أحمد العلي، فأشاد بدور الحكومة ممثلة بوزاراتها المختلفة قائلاً: «هي تعمل بجد وصدق وتحتاج منا الدعم والصبر، ونحن محظوظون بكويتنا التي لا تميز بين فئات مجتمعها، فالشاب يحصل على امتيازاته كمواطن مثله مثل أي أحد». ودعت أمينة عبدالله الشباب في يومهم إلى التكاتف مع الحكومة لمواجهة المخاطر التي تحيط بالمنطقة، وكان آخرها التفجير الذي حصل في مسجد الإمام الصادق حين أظهر أن تكاتف الشباب هو ما يحتاج إليه الوطن». وأكد ماجد علي مصطفى، أن الشباب اليوم هم قادة المستقبل، ولذلك لا بد من التواصل بين الشباب والحكومة لتبادل الخبرات والاستفادة من الطاقات، من أجل تحقيق التنمية.