من الشباب وإلى الشباب، شرط «افتراض حسن النوايا». إنهم ضد التعصب، يطمحون لخطوة إلى الأمام تغير واقعهم الذي يسير ببطء، هم أعضاء المشروع الوطني للشباب «الكويت تسمع» الذي جاء بمبادرة من أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح. لماذا هذه المبادرة وما هي أهدافها؟ يقول عبدالعزيز عبداللطيف صادق إنها جاءت «لتمكين الشباب من قيادة مسيرة التنمية وتحقيق الرؤية المستقبلية والأهداف الاستراتيجية والتنموية لدولة الكويت». وتسعى المبادرة وفق صادق وهو عضو المكتب التنفيذي للمشروع ورئيس اللجنة الاعلامية، «إلى إيجاد قنوات تواصل بين القيادة السياسية والشباب، لحضّهم على المشاركة الإيجابية في قضايا المجتمع، والتعريف بطموحاتهم وتطلعاتهم. كما تشجع المبادرات الشبابية وتحفز الشباب على الابتكار والانخراط في العمل الحر، وترسيخ الهوية الكويتية والمواطنة الصالحة ومفهوم الديموقراطية». ولكن، تبدو الأهداف عامة وغير محددة ضمن سياق سياسي متسارع تشهده الكويت أخيراً. فأين يقف مشروع «الكويت تسمع» من الأحداث الراهنة التي يقودها الحراك الشبابي؟ يجيب صادق: «جلسنا مع معظم المجموعات السياسية الشبابية، وفتحنا باب الحوار معهم، وإلى الآن بابنا مفتوح لإيصال آرائهم إلى أمير البلاد، ولكن للأسف هناك من لا يود التواصل معنا». ويتابع: «نحن مجموعة شباب متطوع، يحاول إيصال صوته وتطلعاته للمسؤولين والقيادة العليا في الدولة، ونحن نعمل على بحث مشاكل جيلنا في محاولة وضع حلول لها لتقديمها وفق وثيقة متكاملة باسم المشروع الوطني للشباب». ويضيف صادق بحماسة: «نحن نسعى اليوم لتأسيس مجلس الشباب الدائم، لمتابعة أداء رئيس الحكومة ومدى تنفيذه الأولويات الشبابية التي وضعت بالوثيقة، ومن أجل ذلك تم إعداد مجلس تحضيري مكون من 40 شاباً وشابة، اختير أعضاؤه من خلال ترشيحهم من مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام والاتحادات الطالبية من فئة عمرية تتراوح بين 18 و30 سنة. ويسعى مجلس الشباب التحضيري إلى التواصل مع جميع الفئات الشبابية في المجتمع لنقل أفكارهم وقضاياهم وتطلعاتهم، وذلك تمهيداً لإعداد الوثيقة الوطنية للشباب والتي ستقدم خلال مؤتمر وطني للشباب الذي يعقد قريباً برعاية أمير البلاد وحضوره». ويتم تشكيل هذا المجلس من خلال فتح باب التسجيل لكل شاب وشابة للمساهمة في إبداء الرأي حول البرنامج التنفيذي للوثيقة الوطنية للشباب وتوصيات ومقترحات المؤتمر الوطني للشباب من خلال لقاءات دورية مع أصحاب القرار والجهات ذات الصلة، على أن توضع آلية تساعد في اختيار الأعضاء بحيث يمثلون جميع الفئات الشبابية في المجتمع الكويتي. وعن أولويات الشباب الكويتي الآن، يوضح صادق أن أعضاء مجلس الشباب التحضيري للمشروع اختار عشر أولويات يراها ضرورية في الوقت الحالي، وهي: الإسكان، المشاريع الصغيرة، الصحة، التطوير القانوني والإداري، البيئة، الإصلاح الرياضي، الثقافة والفنون والآداب، التنمية البشرية، التعليم وتعزيز المواطنة والأمن الاجتماعي. وأنجز المشروع حتى الآن عدداً من الحلقات النقاشية التي تهم الشباب وهي مواجهة التحديات الإسكانية، وحملة شباب ضد التعصب ونالت أكثر من 10 آلاف توقيع، وتطوير القضاء بدعم وزير العدل، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب بدعم وزير التجارة والصناعة، كما تم بحث ملف التنمية البشرية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، إضافة إلى الأندية المسائية للشباب بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة للشباب والرياضة. ويؤكد صادق سعي «الكويت تسمع» إلى ترسيخ الهوية الكويتية والمواطنة الصالحة، وتعزيز اللحمة الوطنية ومكافحة التطرف والتعصب ونبذ التفرقة الفئوية والطائفية والقبلية في أوساط الشباب، ترسيخ الثقافة الديموقراطية والدستورية وتعزيز التسامح والتنوع في الآراء والأفكار بين جيل الشباب، وترسيخ أسس الحوار البناء واحترام الرأي والرأي الآخر.