الشباب صمام الأمان وقوة الوطن وثروته وعدته، وهم نصف الحاضر وكل المستقبل؛ لذلك عمدت الكويت استغلال طاقاتهم بالشكل الأمثل، من خلال "مشروع كويتي وأفتخر"، الذي يرأسه الرجل الطموح ضاري حمد الوزان ومعه مجموعة رائعة آمنت بفكرة أن عقل الشاب الكويتي الذي أنشأ هذه الدولة من تراب وماء لا يزال قادراً على البناء في العصر الحديث بشكل أفضل، ولا تزال لديه الأفكار الخلاقة التي تجعل من الإنسان العصري منافساً قوياً في هذا التسارع العلمي الذي يعيشه عالمنا اليوم. وعلى الرغم من قصر المدة الزمنية التي انطلق فيها هذا المشروع منذ عام 2008، فإن الإنجازات والحضور اللذين حققهما أصحابه يحسبان لهم وللكويت، فلديهم تحفة فنية اسمها قرية «كويتي وأفتخر»، حيث تبلغ مساحة هذه القرية 18 ألف متر مربع، وتم تسجيل أكثر من 447 مشروعاً من أجل المشاركة في الملتقى السادس الذي ينعقد خلال هذه الأيام، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 800 متطوع للعمل في هذا المشروع خلال العام الحالي. وتقوم فكرة المشروع على تنشيط الأفكار الشبابية الجديدة التي يمكن في يوم من الأيام أن تكبر وتحقق إنجازات كبيرة تفتح آفاق المستقبل للدولة. وقدم وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود خلال كلمته الافتتاحية بالملتقي السنوي للمبادرة الشكر لجميع الشباب العاملين في مشروع "كويتي وافتخر "على ما قدموه من ترجمة واقعية لروح التطوع والعمل الوطني، مضيفا أن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حرص على إطلاق العديد من المشاريع الشبابية ومنها "الكويت تسمع" الذي يرسم خطوط الاتصال مع الشعب وخاصة فئة الشباب. كما أكد رئيس المشروع ضاري الوزان، أن الشباب الكويتي قادر على العطاء والإنجاز، داعياً الحكومة إلى استثمار العنصر البشري واستغلال طاقات الشباب الهائلة التي يجب وضعها في مركزها الصحيح خلال المرحلة المقبلة، من خلال إيجاد صيغة توفيقية لاستمزاج خبرة الكبار بحماسة الشباب للوصول إلى آليات عملية تحقق النجاحات المأمولة في مختلف المجالات. ومن الجدير بالذكر أن المشروع سجل نجاحات كبيرة وغير مسبوقة، خصوصاً في عدد الحضور الذي تجاوز ما يقارب مائة ألف زائر منذ افتتاح القرية، وشدد على ضرورة أن تكون التنمية البشرية هي الأساس في الكويت وتتم ترجمة ذلك على أرض الواقع عبر خطط واستراتيجيات. فدفع عجلة التنمية لن يتحقق من دون سواعد الشباب وتفجير الطاقات الشبابية وحسن استثمارها؛ لأن الاستثمار في البشر أفضل أنواع الاستثمار وهو الذي تنفق عليه الدول المتقدمة ميزانيات مهولة، فالتنمية الحقيقية ترتكز على التنمية البشرية في المقام الأول. لذا؛ يتوجب على الحكومة ترجمة الاهتمام بشريحة الشباب من خلال تقديم أصحاب الكفاءات منهم في الصفوف الأمامية من الوظائف القيادية وتذليل العقبات التي تواجههم على كل الصعد الرياضية والتعليمية والتوظيفية والإسكانية.