التقى قادة دول شرق افريقيا اليوم (الأحد) في إثيوبيا قبل يوم من انتهاء المهلة الممنوحة للأطراف المتنازعة في جنوب السودان للتوصل إلى اتفاق تفادياً لعقوبات دولية. ويواجه المتمردون وحكومة جنوب السودان ضغوطاً دولية للتوصل إلى اتفاق بحلول 17 آب (أغسطس) لإنهاء حرب أهلية أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف خلال 20 شهراً. وتراجع رئيس جنوب السودان، سلفا كير، عن قراره عدم الحضور إلى أديس أبابا مؤكداً أنه سيشارك شخصياً في المحادثات، بحسب ما أعلنت حكومته. وكان كير أعلن أنه سيرسل نائبه باعتبار أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق بسبب الانشقاق الذي برز مؤخراً في صفوف المتمردين. وقال الناطق باسم الرئاسة، اتيني ويك اتيني: «نحن ما زلنا ملتزمين... جهود السلام المستمرة». والجمعة الماضي، أعلن مسؤول حكومي كبير الانسحاب من المحادثات في اثيوبيا. وبرّر هذا الانسحاب بالانقسام في صفوف المتمردين. ووفقاً الناطق الرئاسي «يجب على الوسطاء ان يأخذوا في عين الاعتبار الانقسام بين المتمردين، لكي تعرف الحكومة من يسيطر على مناطق التمرد». وأكد اتيني أن الأمر «لا يتعلق بالسياسة، بل أن تكون على تواصل مع القادة على الأرض». وفي بداية الأسبوع، أعلن عدد من قادة التمرد وبينهم بيتر قاديت، الذي فرضت عليه عقوبات من مجلس الأمن في تموز (يوليو)، أنه اصبح الآن في حالة حرب ضد رفاقه السابقين من المتمردين والحكومة في جوبا. وبدأت الحرب في جنوب السودان في كانون الاول (ديسمبر) العام 2013، حين اتهم كير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما أثار موجة من أعمال العنف امتدت من جوبا إلى كافة أنحاء البلاد واتخذت أحياناً طابعاً اثنياً وشهدت ممارسات وحشية من اغتصاب وخصي وذبح. وبعد توقيع سبعة اتفاقات سلام لم تصمد طويلاً، يبدو أن المفاوضات الأخيرة بإشراف وسطاء إقليميين في منظمة «ايغاد» الفرصة الأكثر جدية للأطراف المتناحرة لإنهاء النزاع في جنوب السودان الذي نال استقلاله في تموز(يوليو) 2011. واستؤنفت آخر جلسة محادثات في السادس من آب (أغسطس) بوساطة كل من «الهيئة الحكومية للتنمية» في شرق أفريقيا (ايغاد) والامم المتحدة والإتحاد الأفريقي والصين و«الترويكا» المتمثلة في بريطانيا والنرويج والولايات المتحدة. وتلقت ايغاد دعم الرئيس اوباما خلال زيارته الاخيرة لاثيوبيا وحددت 17 آب (أغسطس) مهلة للتوصل إلى اتفاق سلام. وحذر دبلوماسيون من أن أي فشل لتوقيع اتفاق سلام سيؤدي إلى «عواقب جدية» تطال قادة الطرفين. وأفاد بيان ل «ليغاد»: «نتوقع ان يتمثل الاطراف بقادتهم في اديس ابابا بهدف التفاوض بنية حسنة وتوقيع اتفاق». وحذّر الوزير البريطاني المعني بشؤون أفريقيا غرانت شابس، من «عقوبات محددة الأهداف» وفرض حظر على السلاح في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وأعلن الرئيس الأوغندي يوري موسفني، الذي ارسل قواته للقتال إلى جانب كير، أنه عقد اجتماعات مغلقة مع رئيس الحكومة الاثيوبي هايله مريم ديساليغن والرئيس السوداني عمر البشير. أما الرئيس الكيني أوهورو كينياتا فتوجه صباح اليوم إلى إثيوبيا للانضمام إليهم، بسحب حكومته. ويحتاج أكثر من 70 في المئة من أصل 12 مليون نسمة في جنوب السودان إلى مساعدات طارئة، ونزح حوالى 2،2 مليون من منازلهم، وفق الأممالمتحدة، حتى أن بعض المناطق مهددة بالمجاعة.