سيكون عام 2022 مميزاً لسكان مدينة جدة، فهم على موعد لتجربة نوع جديد من المواصلات، إذ سيضاف إلى خياراتهم في التنقل شبكة المترو التي ستربط أنحاء المدينة ببعضها، وتمكن الفرد من الانتقال من أقصى الشمال إلى الجنوب، أو من شرق المدينة إلى غربها في وقت قياسي، إضافة إلى شبكة من حافلات النقل العام «الباصات»، وأخرى بحرية تنقل من جنوب شرم أبحر إلى شمالها، وجسر معلق سينشأ للغرض ذاته، إضافة إلى إمكان سفرهم إلى مكةالمكرمة عبر «محطة المنطلق» التي تربط خطوط مترو جدة بقطار الحرمين. سبع سنوات هي العمر الزمني الذي وضعه القائمون على المشروع، للانتهاء من جميع مراحل الإنشاءات الخاصة به، إضافة إلى تجربته قبل التشغيل الفعلي له. وستتكون «شبكة المترو»، من شبكة القطارات الخفيفة، ترام الكورنيش، قطار الضواحي، خط النقل البحري الذي يتمثل في التاكسي البحري والعبارات البحرية، مواقف الإركاب، محطة المنطلق متعددة الأنماط، شبكة الحافلات وجسر أبحر المعلق، ومن المتوقع أن يستحوذ المشروع الذي تبلغ كلفته 45 بليون ريال على 30 في المئة من الحركة المرورية داخل المدينة بعد 20 عاماً من تشغيله، والتي تراوح نسبتها في الوقت الراهن بين 1 و2 في المئة فقط. وقال المدير التنفيذي لشركة مترو جدة الدكتور أسامة عبدة ل«الحياة»: «من المتوقع طرح أولى مراحل المشروع هذا العام، في حين سيتم منتصف العام المقبل 2016، طرح جميع المشاريع الأخرى». وأضاف: «تم اتخاذ خطوات علمية من شركة مترو جدة في شأن خطوط المترو لتحديد المسارات، وتبنت بشكل أساسي جميع الدراسات المعدة سابقاً لمشروع النقل العام بمحافظة جدة من جهات حكومية عدة، وعلى سبيل المثال، دراسة المخطط العام المعدة من شركة IBI الكندية، ودراسة تصميم مسار المترو البرتقالي ومسار المترو الأزرق، التي تمت من الاستشاري العالمي الفرنسي شركة (Egis Rail)، وكلتاهما لمصلحة وزارة النقل. وأيضاً دراسة المخطط الشامل للنقل، التي تم إعدادها من الاستشاري العالمي (CD Smith) لمصلحة أمانة جدة». ويؤكد عبدة إلى أن الدراسة الحالية للمخطط العام لمسارات المترو المعتمدة أخذت بعين الاعتبار الدراسة الشاملة التي قامت بإعدادها أمانة جدة من طريق استشاري أميركي عالمي هي «شركة أيكوم AECOM»، وتدعى الدراسة «المخطط الهيكلي لمدينة جدة»، وتم خلاله تحديد النمو السكاني المتوقع لمدينة جدة، الذي يصل إلى 6.2 مليون نسمة بحلول عام 1454ه. وزاد: «عملت شركة مترو جدة على اختيار شركة سيسترا الفرنسية كاستشاري للتصاميم الهندسية، إذ ستعمل على مراجعة الدراسات السابقة لمشروع «المترو»، وإعداد مخطط شامل لجميع أنماط النقل في المدينة مع مراعاة وضعها الحالي والتوقعات المستقبلية لها». ونوّه إلى أن مخطط النقل العام سيربط مسارات المترو الأربعة وهي: (الخط البرتقالي، الأخضر، الأزرق والأحمر)، بترام الكورنيش والقطارات الخفيفة على امتداد شارع فلسطين وشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية). مضيفاً: «يشمل المخطط العام الحافلات السريعة ذات المسارات المخصصة بها على امتداد طريق الملك فهد وشارع حراء، ويشمل أيضاً حافلات التغذية والحافلات الرئيسة». وأكد عبدة أن شبكة المترو ستمثل أقل من 20 في المئة من إجمالي شبكة النقل العام لمدينة جدة، كما أن مسارات المترو تم اختيارها بدقة عالية بما يخدم الحاجة والطلب الفعلي والحاجة والطلب المستقبلي للنقل العام بجدة حتى عام 1454ه (2033). ويوضح المدير التنفيذي لشركة مترو جدة: «على سبيل المثال، ستُخدم جامعة الملك عبدالعزيز بمرور مسار المترو الأزرق ومسار المترو الأحمر، وقطار الضواحي، إضافة إلى عدد من الحافلات الرئيسة التي ستخدم منطقة الجامعة. ويجري حالياً التنسيق مع جامعة الملك عبدالعزيز لاختيار مواقع محطات المترو، كما سيُعتبر مسار مترو الخط الأحمر أحد أهم المسارات التي تربط جنوبجدة بشمالها من خلال طريق الملك عبدالعزيز. كما يمر بمناطق رئيسة بامتداد المسار، إضافة إلى ربطه بمدينة الملك عبدالله الرياضية ومجمع البحر الأحمر التجاري وبمشاريع حيوية، ستنشأ في المستقبل القريب مثل مركز الأمير سلطان الحضاري، التي ستزيد من الكثافة السكانية وأماكن الاستقطاب حول المنطقة مستقبلاً». سبع سنوات هي العمر الزمني الذي وضعه القائمون على المشروع، للانتهاء من جميع مراحل الإنشاءات الخاصة به. ... ويأخذ في الاعتبار أماكن الاستقطاب الكثيفة أوضح المدير التنفيذي لشركة مترو جدة الدكتور أسامة عبدة أن مخطط النقل العام بجدة أخذ بعين الاعتبار أماكن الاستقطاب ذات الكثافة السكانية العالية الحالية، إضافة إلى الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية بحسب توقعات الدراسات التي تشير إلى ازدياد عدد السكان، إضافة إلى النمو العمراني المستقبلي. وتم استخدام نموذج المحاكاة وإطار عرضه 800 متر لتحديد حجم الإركاب على جميع المسارات. وأشار إلى أن من أسس تصميم شبكة نقل عام متكاملة وفعالة أن يتم تسهيل عملية الدخول والخروج من وإلى جميع أنماط النقل العام بحيث لا تتجاوز المسافة التي يقطعها الراكب للوصول إلى أي نمط من أنماط النقل العام نصف كيلومتر. وقال: «إن الهدف من مشروع النقل العام بمحافظة جدة هو توفير أفضل وأنسب الأنماط والخيارات المتعددة للنقل العام، إضافة إلى سهولة استخدام مواقف السيارات المتصلة بمسارات النقل العام الموجودة على أطراف وحدود مدينة جدة، وذلك للتقليل من الاختناقات المرورية والازدحام داخل المدينة، وبما يساعد أيضاً في التقليل من التلوث البيئي». ولفت إلى أن من المتوقع بحسب ما أعلنته أمانة مدينة جدة أن يصل عدد سكان مدينة جدة إلى 6.2 مليون نسمة بحلول عام 2033، ويصل عدد الرحلات إلى 4.125 مليون رحلة باستخدام وسائط النقل العام المختلفة، أي بنسبة 25 في المئة، مبيناً أنه من الطبيعي أن تتم مراجعة حاجات التنقل داخل مدينة جدة وإعداد خطط للتوسع المستقبلي لخدمة تلك الحاجات.