أكدت أمانة جدة أنه تم اتخاذ خطوات علمية من قِبل شركة مترو جدة بشأن خطوط المترو لتحديد المسارات، وتبنت بشكل أساسي جميع الدراسات المعدة سابقاً لمشروع النقل العام بمحافظة جدة من جهات حكومية عدة. وعلى سبيل المثال، دراسة المخطط العام المعدة من قِبل شركة IBI الكندية، ودراسة "تصميم مسار المترو البرتقالي ومسار المترو الأزرق"، التي تمت من قِبل الاستشاري العالمي الفرنسي شركة (Egis Rail) ، وكلتاهما لصالح وزارة النقل. وأيضاً دراسة "المخطط الشامل للنقل" الذي تم إعداده من قِبل الاستشاري العالمي (CD Smith) لصالح أمانة محافظة جدة. وقالت الأمانة في ردها على التقرير الذي نُشر في "سبق" بعنوان "كلكتاوي ل(سبق): مخططات مسارات مترو جدة لن تخدم المنطقة": إن الدراسة الحالية للمخطط العام لمسارات المترو المعتمدة قد أخذت بعين الاعتبار الدراسة الشاملة التي قامت بإعدادها أمانة محافظة جدة عن طريق استشاري أمريكي عالمي (شركة أيكوم AECOM) ، وتدعى الدراسة "المخطط الهيكلي لمدينة جدة"، أو (Jeddah City Structure Plan) ، وتم خلاله تحديد النمو السكاني المتوقع لمدينة جدة، الذي يصل إلى 6.2 مليون نسمة بحلول عام 1454ه.
وأضافت الأمانة في ردها: قامت شركة مترو جدة باختيار استشاري التصاميم الهندسية شركة سيسترا (SYSTRA) الفرنسية لمراجعة جميع الدراسات السابقة المتعلقة بمشروع النقل العام بمحافظة جدة؛ وذلك لإعداد مخطط شامل لجميع أنماط النقل العام بمحافظة جدة بناء على الدراسات السابقة، وبناء على الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية لاحتياجات مدينة جدة. ولا بد من التعريف بشركة سيسترا الفرنسية؛ إذ إنها إحدى الشركات الاستشارية العالمية في مجال تصاميم النقل العام، وقد قامت بالعديد من دراسات النقل العام في العديد من المدن العالمية. وعلى سبيل المثال لا الحصر: قامت سيسترا بإعداد دراسات النقل العام لمدينة دبي فيما يخص المترو والترام، كما أنها قامت بتصميم مترو باريس، ومترو سانتياجو بدولة شيلي، والقطارات الخفيفة بمدينة بوردو الفرنسية، ومترو باكو عاصمة أذربيجان. وإضافة إلى ذلك، فإن شركة سيسترا مشاركة بالتصاميم والإدارة لمشروع مترو الرياض، ومترو الدوحة، والقطارات الخفيفة لمدينة لوسيل القطرية، ومترو مكةالمكرمة، ومترو المدينةالمنورة.
وأوضحت الأمانة أن مخطط النقل العام يربط مسارات المترو (الخط البرتقالي، الأخضر، الأزرق والأحمر) بترام الكورنيش والقطارات الخفيفة على امتداد شارع فلسطين وشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية). كما يشتمل المخطط العام على الحافلات السريعة ذات المسارات المخصصة بها على امتداد طريق الملك فهد وشارع حراء، ويشتمل أيضاً على حافلات التغذية والحافلات الرئيسة.
وتابعت: شبكة المترو تمثل أقل من 20 % من إجمالي شبكة النقل العام لمدينة جدة، كما أن مسارات المترو قد تم اختيارها بدقة عالية بما يخدم الاحتياج والطلب الفعلي والاحتياج والطلب المستقبلي للنقل العام بمحافظة جدة حتى عام 1454ه (2033م). وعلى سبيل المثال، فإن جامعة الملك عبدالعزيز ستُخدم بمرور مسار المترو الأزرق ومسار المترو الأحمر، وقطار الضواحي، إضافة إلى عدد من الحافلات الرئيسة التي ستخدم منطقة الجامعة. وحالياً يجري التنسيق مع جامعة الملك عبدالعزيز لاختيار مواقع محطات المترو.
ويُعتبر مسار مترو الخط الأحمر أحد أهم المسارات التي تربط جنوبجدة بشمالها من خلال طريق الملك عبدالعزيز. كما يمر بمناطق رئيسة بامتداد المسار، إضافة إلى ربطه بمدينة الملك عبدالله الرياضية ومجمع البحر الأحمر التجاري وبمشاريع حيوية، ستنشأ في المستقبل القريب - بحول الله - مثل مركز الأمير سلطان الحضاري ومشاريع عدة حيوية أخرى، التي ستزيد من الكثافة السكانية وأماكن الاستقطاب حول المنطقة مستقبلاً.
وقد أخذ مخطط النقل العام بمحافظة جدة بعين الاعتبار أماكن الاستقطاب ذات الكثافة السكانية العالية الحالية، إضافة إلى الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية حسب توقعات الدراسات التي تشير إلى ازدياد عدد السكان، إضافة إلى النمو العمراني المستقبلي. وتم استخدام نموذج المحاكاة Visum ، وإطار عرضه 800 متر لتحديد حجم الإركاب على جميع المسارات.
وعليه، فإن من أسس تصميم شبكة نقل عام متكاملة وفعالة أن يتم تسهيل عملية الدخول والخروج من وإلى جميع أنماط النقل العام بحيث لا تتجاوز المسافة التي يقطعها الراكب للوصول إلى أي نمط من أنماط النقل العام نصف كيلومتر.
وبيّنت أن الهدف من مشروع النقل العام بمحافظة جدة هو توفير أفضل وأنسب الأنماط والخيارات المتعددة للنقل العام، إضافة إلى سهولة استخدام مواقف السيارات المتصلة بمسارات النقل العام الموجودة على أطراف وحدود مدينة جدة؛ وذلك للتقليل من الاختناقات المرورية والازدحام داخل المدينة، وبما يساعد أيضاً في التقليل من التلوث البيئي.
وذكرت الأمانة أنه المتوقع بحول الله أن يصل عدد سكان مدينة جدة إلى 6.2 مليون نسمة بحلول عام 1454ه (2033م)، ويصل عدد الرحلات إلى 16.5 مليون رحلة، منها 4.125 مليون رحلة باستخدام وسائط النقل العام المختلفة، أي بنسبة (25 %). ومن الطبيعي أن يتم مراجعة احتياجات التنقل داخل مدينة جدة وإعداد خطط للتوسع المستقبلي لخدمة تلك الاحتياجات.
يُذكر أن مشروع النقل العام بمحافظة جدة هو عبارة عن منظومة متكاملة للنقل العام، تتكون من شبكة المترو، شبكة القطارات الخفيفة، ترام الكورنيش، قطار الضواحي، خط النقل البحري الذي يتمثل في التاكسي البحري والعبارات البحرية، مواقف الإركاب، محطة المنطلق متعددة الأنماط، شبكة الحافلات وجسر أبحر المعلق.
وشكرت أمانة جدة وشركة مترو جدة صحيفة "سبق" والمهندس حسني كلكتاوي على اهتمامهما بمشروع النقل العام بمحافظة جدة.
الجدير بالذكر أن المستشار الفني لقطار الحرمين المهندس حسني كلكتاوي أثار الرأي العام بسبب تصريحات أطلقها وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، حول خطط مسارات مترو جدة الحالية، التي أكد أنها لن تخدم فئة كبيرة من أهالي ومقيمي المحافظة، على الرغم من المبالغ المالية الضخمة التي خُصصت للمشروع.
وقد أكد "كلكتاوي" ل"سبق" أن خطط المسارات القائمة بمترو جدة الحالية لا تخدم فئة كبيرة من أهالي ومقيمي محافظة جدة، مبيناً أن اختيار المسارات ومواقع المحطات يعتمد على حجم الشرائح السكانية المختلفة بالمحافظة والعرض والطلب عليها.
وأشار "كلكتاوي" إلى أن أمانة جدة كانت متكتمة على خطط وتصاميم مشروع المترو، وأنه فوجئ خلال اجتماع عُقد قبل شهر رمضان، بمشاركة الجهات الحكومية ذات العلاقة بمشاريع جدة، ومراجعة الخطط والتصاميم للمشروع، بأن هناك مسارين، هما الأحمر والأخضر، من أصل أربعة مسارات محددة للمترو، لا تتناسب مع البيئة السكانية للمحافظة، ولن يكون هناك استفادة كبيرة منها.