علمت «الحياة» أن الأجهزة الأمنية في الكويت تجري تمشيطاً أمنياً واسعاً على عدد من المناطق، بعد 24 ساعة من ضبط خلية إرهابية تضم 3 أشخاص مرتبطين ب«حزب الله اللبناني»، والتي ضبط بحوزتهم على ترسانة أسلحة تتضمن أكثر من 144 كيلو من المتفجرات و56 قاذفة آر بي جي، ونحو 204 قنابل، فيما أعلنت دول الخليج مساندتها الكاملة للكويت في إجراءاتها ضد الإرهاب، وأكدت أن كمية الأسلحة المصادرة «تبرهن على وجود هدف لضرب وزعزعة أمن الكويت». وأكدت مصادر متطابقة ل«الحياة» أمس، وجود أدلة دامغة على تورط المقبوض عليهم بالعمل لصالح «حزب الله اللبناني»، وكشفت عن «ضبط متهمين من جنسيات لبنانية وإيرانية لا يزال التحقيق جارٍ معهم»، ولفتت إلى أن عدم إعلان الكويت رسمياً الاتهام ل«حزب الله» يعود إلى «الدبلوماسية التي تنتهجها الكويت في مثل هذه الأحداث». وتوقعت المصادر أن الأسلحة التي تم ضبطها وعرضتها أجهزة الأمن الداخلي الكويتية، تم تخزينها بشكل محكم منذ أعوام، إضافة إلى وجود أسلحة أخرى في أماكن مختلفة، في حين تواصل أجهزة الأمن تحقيقاتها لمعرفة ارتباطات الخلية داخلياً وخارجياً. في غضون ذلك، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج عبداللطيف الزياني، بجهود الأجهزة الأمنية في الكويت، «التي تمكنت من إلقاء القبض على الخلية الإرهابية، التي كانت تنوي استخدامها في زعزعة أمن البلاد واستقرارها»، معرباً عن «دعم دول المجلس ومساندتها للكويت في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والحفاظ على سلامة شعبها والمقيمين على أرضها ومكافحة عصابات الإرهاب المجرمة، وإفشال مخططاتها الدنيئة». وقال الزياني في بيان أمس: «إن كمية وأنواع الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي خزنها الإرهابيون تبرهن على حجم مخططاتهم الإجرامية الدنيئة، إلا أن يقظة وكفاءة أجهزة الأمن الكويتية أحبطت محاولة هذه الخلية الإرهابية»، وأكد أن دول الخليج «ستظل عصية على الإرهابيين والقوى المحرضة، ولن ينالوا من أمنها واستقرارها». إلى ذلك أوضح رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام الدكتور فهد الشليمي ل«الحياة» أمس، «وجود تناقض في الموقف الخليجي تجاه إيران، إذ يبدو ذلك واضحاً من خلال المواقف السياسية المتباينة بين دول مجلس التعاون (...) ففي الوقت الذي نجد دولاً خليجية تتضرر تقف ضد التصرفات الإيرانية في المنطقة، تقف دول أخرى مكتوفة الأيدي نتيجة ارتباطها مع إيران بمصالح اقتصادية، إضافة إلى عدم مبالاتها بما تنتهجه إيران»، ودعا إلى «ضرورة توحيد الموقف الخليجي، وذلك لضمان أمن المنطقة من التجاوزات الإيرانية، خصوصاً وأن التهديدات تتم مواجهتها من دول معروفة ومحددة». واعتبر الشليمي الاحتقان الطائفي الذي تشهده المنطقة، «أحد الأهداف التي تسعى إيران إلى وجوده وذلك لخلق بيئة خصبة لتجنيد عناصر لصالحها»، وقال: «إيران تعمل بمبدأ حرب الوكالة، إذ تجتهد لمحاربتنا بأبنائنا بعد تجنيدهم والتخطيط لتنفيذ علمياتها من خلالهم، ويبدو ذلك واضحاً من خلال الخلايا النائمة التابعة لحزب الله الموجودة في الخليج، إضافة إلى تنظيم داعش والذي تصب عملياته لمصلحة إيران». وأكد أن وجود قنوات تلفزيونية توجهها إيران ضد دول الخليج العربي، «دليل على سعيها لنشر الطائفية، في الوقت الذي لا نجد فيه خطاً موحداً من وسائل الإعلام الخليجية تجاه القضايا الإيرانية كالأحواز وغيرها».