بدأ المبتعث السعودي في دراسة الطب لمرحلة البكالوريوس بولاية كنتاكي الأميركية محمد النهاري (22 عاماً)، واثقاً من براءته من التهمة المنسوبة إليه بتفجير المجمع السكني في الولاية، وحصلت «الحياة» على تسجيل صوتي يتحدث خلاله إلى أحد أقاربه من داخل سجنه في ولاية بولينغ غرين، يدحض فيه ادعاء مسؤولة سكن الطلاب في الجامعة، بتهديده بتفجير المبنى مستخدماً «قدر الضغط»، مؤكداً ثقته من سلامة موقفه، وعدم وجود أية أدلة لإدانته في هذه القضية. وأكّد النهاري براءته من هذه التهمة، مضيفاً: «إن هناك شهود إثبات على هذه القضية يعززون سلامة موقفه، وعدم صحة التهمة الموجهة إليه». من جهته، بدأ المحامي الموكل من سفارة السعودية في أميركا بمتابعة القضية مطمئناً على سلامة موقف النهاري، وقال بي سميسون (في مقطع خاص حصلت «الحياة» على نسخة منه): «لا يوجد أي دليل إدانة في حق النهاري، في حديثه مع موظف السكن، إذ إنها سألته عن «قدر الضغط» وأجاب بأنه يستخدم للطبخ، وهناك من يستخدمه للتفجير»، مضيفاً: «أن حديثه عن استخدامه للتفجير كمعلومة ولا يعتبر تهديداً». وأوضح المحامي أنه يحق للنهاري الخروج من السجن بكفالة، بيد أنه لا يفضل ذلك إلى حين انتهاء محاكمته، مبيناً أنه حالياً تحت مسؤولية الشرطة، وفي حال خروجه سيكون تحت مسؤولية إدارة الهجرة، مشيراً إلى عدم وجود أدلة إدانة في حقه، بغض النظر عن تهديده موظفة السكن من عدمه، على رغم نفي محمد القاطع بالتهديد. وكانت عدد من الصحف الأميركية تناولت قضية المبتعث السعودي المحتجز في أحد السجون بولاية كنتاكي من دون أن تسجل عليه أية جريمة أو مخالفة، غير عدم حمل رخصة قيادة مرة واحدة فقط، وقد اختير متحدثاً رسمياً للنادي السعودي وفقاً لحديث أحد أقاربه ل«الحياة» في المدينة التي يقطنها خلال عام 2014، وكان متطوعاً مع مكتب الطلاب الدوليين، وناشطاً في عدد من البرامج الدولية حول التبادل المعرفي والثقافي. وتعود تفاصيل القصة وفقاً لحديث النهاري (من داخل سجنه في التسجيل الذي دار بينه وبين أحد أقاربه)، إلى أن مسؤولة سكن الجامعة، دخلت عليه في شقته وهو نائم، تطلبه المغادرة لانتهاء عقد السكن السنوي، فطلب مهلة ليتم ترتيب أغراضه، وأثناء رؤية المسؤولة للسكن لقدر الضغط سألته عنه، فأجاب أنه للطبخ، ولكن هناك من يستخدمه للتفجير. النهاري لمْلَم أغراضه كلها، لكنه نسي قدر الضغط في الشقة، وذهب يحتسي القهوة عند صديقه رئيس النادي السعودي في مدينة بولينغ غرين، وأثناء جلوسه اتصلت الشرطة الأميركية على رئيس النادي وسألته عن النهاري (لانقطاع الخدمة عن جواله) فأجاب رئيس النادي بأنه موجود معه، ومنح الجوال للنهاري ليتواصل معهم، فسأله المسؤول الأميركي هل نسيت شيء في الشقة؟ فنفى النهاري ذلك، فطلب منه الحضور ليذهبا معاً للشقة. ذهب النهاري لمجمع السكن، ليتفاجأ بسيارات الشرطة تنتشر حول المجمع، ليتم احتجازه عند وصوله إلى المجمع، وسأله متخصص المتفجرات عن طبيعة القدر فأكد النهاري أنه فارغ ولا يحوي شيئاً، فذهب المتخصص في شؤون المتفجرات إلى القدر ووجده لا يحوي شيئاً ثم شكره على صدقه وتعاونه. بعد ذلك تمت إحالته للسجن وكانت الجمعة الماضية أولى جلسات الحكم. من جهته، نفى المبتعث عادل النهاري (ابن عّم محمد) في حديث ل«الحياة» أن يكون هناك خلاف شخصي بين المسؤولة عن سكن الطلاب ومحمد، مؤكداً أن مخاوف مسؤولة السكن المُبالغ فيها هي السبب وراء ذلك، ولا مجال لأن تكون القضية كيدية في حق النهاري.