أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري «إننا نجحنا على رغم الزلزال الذي يضرب الشرق الأوسط في حفظ استقرار النظام العام في لبنان بفضل تعاون المجلس النيابي والحكومة، والذي سيستمر، والدعم المعنوي للمؤسسات الصديقة البرلمانية الدولية والجهوية والقارية، وبفضل الإصرار على اعتبار استقرار لبنان، ليس حاجة لبنانية فحسب، بل حاجة دولية وعربية»، مشدداً على «أننا سنتمكن من التغلب على مشكلاتنا بما يضمن حفظ الدولة وأدوارها وانطلاقاً من لبنان الحواري». وكان بري يتحدث أمام نظيره الباراغواياني أوبو ديلاسكس الذي بدأ زيارة رسمية للبنان بدعوة من بري على رأس وفد برلماني وعدد من أبناء الجالية اللبنانية في الباراغواي. وعقد الجانبان جلسة محادثات ووقعا بروتوكول تعاون بين البرلمانين. وحيا بري في كلمة على مأدبة غداء أقامها على شرف ضيفه، موقف دول أميركا اللاتينية من فلسطين والاعتراف بدولتها. وقال: «على رغم أن أعقد مشكلات الشرق الأوسط يسلك مسارات ديبلوماسية في ظل الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول ال 5 زائداً 1، إلا أن لبنان يعيش تحت ضغط مشكلات ناتجة من محاولات الإرهاب تهدد أمن لبنان عبر حدوده الشرقية والشمالية، فيما تواصل إسرائيل خروقها في الجنوب. وهناك أسباب داخلية تعيق تقدمه مع الآسف بحجة الديموقراطية وغير الديموقراطية. فلبنان في هذه اللحظة السياسية يستوعب ما يزيد عن مليون ونصف مليون لاجئ من إخواننا من الجوار السوري زيادة على نصف مليون لاجئ من إخواننا من الفلسطينيين، وهو واقع تحت عجز مديونية هائلة تصل إلى عشرات البلايين من الدولارات، ويدعو دول العالم وأصدقاءه إلى التنبه إلى عدم إضافة مشكلات جديدة إلى معاناته». وشدد على أن «السلام سيبقى مفقوداً» في ظل السياسة العدوانية والاستيطانية الإسرائيلية، لافتاً إلى «أن مصدر التطرف والإرهاب هو هذه القضية». وقال: «إن الشرق الأوسط والدول العربية بصفة عامة تعيش حال اضطراب وقلق وعنف ناتجة من وقائع ناجمة عن تدخلات خارجية عابرة لحدودها السيادية بالسلاح والمرتزقة، والحل الأممي المطلوب هو: صدور قرار ملزم بتجفيف مصادر تمويل الإرهاب ووقف التزويد بالسلاح وضبط مختلف الحدود». وطالب بري «بدعم صوغ حلول سياسية لليمن وسورية وليبيا ارتكازاً إلى الحوار، ودعم الحكومة المركزية في العراق خصوصاً بعد الموقف العظيم الذي حصل البارحة، لعلنا نقتدي بشيء منه في لبنان ونخلص من براثن الطائفية، على الأقل للأسلوب الشفاف والديموقراطي». وأكد المسؤول الباراغواياني «العمل من أجل الوصول إلى أعلى درجات التعاون في كل المجالات، خصوصاً في مجال التشريع». وقال: «نريد من خلال الديبلوماسية البرلمانية أن نساعد دولتنا على التطور والنمو من خلال النافذة اللبنانية، ونؤكد أننا نشعر الآن أننا في بلدنا». وأضاف: «لسنا بعيدين كثيراً عما يحيط لبنان من مشاكل وخصوصاً موضوع شغور رئاسة الجمهورية، لكننا نؤكد أنه بحكمتكم ومعرفتكم ستتخطون هذه المشكلات، وباراغواي ستكون موجودة في الدفاع عن القضايا اللبنانية والعربية وكل القضايا الإنسانية في العالم». وأشاد ب «نجاحات الجالية اللبنانية في باراغواي». زيارة سلام وزار البرلماني الباراغواياني رئيس الحكومة تمام سلام في حضور السفير لدى لبنان حسن ضيا. وقال ديلاسكس إن الزيارة «تأتي في سياق توطيد العلاقات بين البلدين، وأتمنى أن يتمكن لبنان من حل مشكلة الفراغ في رئاسة الجمهورية من خلال حكمة اللبنانيين وخبرتهم. وأعتقد أن لديهم فرصة لملء هذا الشغور. وأقدر الجهود المبذولة من الحكومة اللبنانية في مجال مكافحة الإرهاب».