طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان من رئيس مجلس الشيوخ الروماني ميرسيا جوانا الذي التقاه امس في قصر بعبدا، «مؤازرة رومانيا الموقف اللبناني في الاتحاد الأوروبي والأسرة الدولية لجهة دعم حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ارضهم، خصوصاً أن الدستور اللبناني في مقدمته ينص على رفض التوطين». وأكد سليمان امام ضيفه أن «أي مشروع حل لأزمة منطقة الشرق الأوسط لا يرتكز على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم لا سيما منها حق العودة، يبقى حلاً منقوصاً، لا بل يبقي المشكلة الأساسية قائمة». وأمل في تعزيز التعاون القائم بين البلدين من خلال توقيع اتفاقات تعاون في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والسياحية، شاكراً للرئيس الروماني موقفه «الداعم لترشح لبنان للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن للعام 2010-2011». وركز سليمان بحسب بيان للمكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، على «موضوع إنشاء غرفة تجارة لبنانية - رومانية مشتركة وتسهيل إعطاء تأشيرات دخول للبنانيين الراغبين في السفر إلى رومانيا خصوصاً منهم رجال الأعمال والمستثمرين، وكذلك تسهيل تملكهم للأراضي بهدف تشجيعهم على الاستثمار هناك». ونوه جوانا ب «اللبنانيين المقيمين في رومانيا الذين يشكلون جالية متماسكة ومتفانية وناجحة جداً، خصوصاً في مجال الأعمال». ورأى أن «الفرصة سانحة راهناً لإطلاق آلية سلام متوازن في المنطقة»، مبدياً الأمل في الإفادة منها. وإذ لفت إلى أن «الاتحاد الأوروبي سينتقل إلى أداء دور مهم في المرحلة المقبلة»، طرح تشكيل مجموعة صداقة أوروبية - لبنانية داخل البرلمان الأوروبي. وشدد على أهمية الألعاب الفرنكوفونية المقبلة بالنسبة إلى لبنان «بحيث سيتكرس اسمه عالمياً على هذا المستوى». ووعد جوانا بتشجيع بعض رجال الاعمال الرومانيين البارزين على «إقامة علاقات مع نظرائهم اللبنانيين في إطار غرفة تجارة تدعمها الحكومة وتضع الإطار لها»، لافتاً إلى انه سيطرح هذه الفكرة لدى عودته إلى بوخارست. وأمل جوانا في تصريح أن يزور الرئيس سليمان رومانيا السنة المقبلة. وشملت لقاءات المسؤول الروماني رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، وجرى بحث التطورات الراهنة إضافة إلى العلاقات اللبنانية - الرومانية. وعقد جوانا جلسة عمل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة حضرها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس النائب عبداللطيف الزين ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية - الرومانية النائب عاصم قانصوه، وأعضاء اللجنة النواب: مروان فارس، سيرج طورسركيسيان، علي بزي، طوني أبي خاطر، ميشال موسى، فادي الاعور، والوزير السابق طلال الساحلي. وقال بري في مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء ان «زائرنا مرشح أساسي لرئاسة الجمهورية في رومانيا، وكلنا يعلم مدى العلاقات الوطيدة التي قامت منذ القديم من الزمن بين لبنان ورومانيا، فالعديد من شبابنا وشاباتنا كانوا من خريجيها، وتبادلنا لجان صداقة بين مجلس النواب اللبناني ومجلس الشيوخ الروماني، وتوافقنا على السعي الى عقد اتفاقات جديدة وتأكيد هذه الاتفاقات، لا بل مصادقة المجالس النيابية المختصة عليها لزيادة الاستثمارات في كل من لبنان ورومانيا». وقال جوانا: «كانت محادثات ممتازة مع الرئيس بري، ويرافقني في هذه الزيارة وفد كبير يضم عدداً من أعضاء البرلمان الروماني ومنهم رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الرومانية - اللبنانية، وركزت مع رئيس المجلس على ثلاث قضايا: العلاقات الثنائية، وشددت في هذا المجال على توثيقها وأخذنا على عاتقنا مسؤولية تأمين تأشيرات عمل لرجال الاعمال اللبنانيين الى رومانيا وبقية أوروبا، ووجهت دعوة رسمية للرئيس بري لزيارة رومانيا العام المقبل بعد الانتخابات الرئاسية هناك، وقررنا أيضاً تفعيل عمل لجنتي الصداقة للبرلمانيين ولجان اخرى ويمكن لرومانيا أن تؤدي دوراً مساعداً بين لبنان واوروبا». وأشار رئيس مجلس الشيوخ الروماني الى ان البحث ايضاً تركز على الوضع في الشرق الاوسط وعملية السلام، «وتشاركنا في وجهات النظر حول إمكان بذل الادارة الاميركية الجديدة والاتحاد الاوروبي بعد الانتخابات الاوروبية الجهود من أجل ايجاد حل لهذه القضية». وأكد جوانا «رغبة الشعب الروماني والمؤسسات السياسية الرومانية والبرلمان الروماني في جعل العلاقات بين لبنان ورومانيا علاقات أساسية ومفتاح العلاقات لنا في المنطقة». وزار جوانا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، وقال إني ناقشت معه «وضع الارثوذكس في لبنان خصوصاً وفي الشرق عموماً، لكوني مهتماً بكنيستي وجماعتي الارثوذكسية وعبرت لسيادته هذه المرة باسم الدولة الرومانية عن احترامها ودعمها لاستمرار هذه الجماعة الدينية ذات الحضور الفعال في لبنان وفي الشرق الاوسط». واعلن انه وجه دعوة للبطريرك اغناطيوس الرابع والمطران عودة «لزيارة رومانيا لكي يستمر الحوار بيننا ليس فقط على صعيد الدولة بل على صعيد الكنيسة ايضاً».