دعا صلاح الدين دميرطاش، زعيم حزب الشعوب الديموقراطية الموالي للأكراد في تركيا، من مدينة فان (شرق) حزب العمال الكردستاني إلى «رفع إصبعه عن الزناد»، وحض الحكومة التي أطلقت منذ 24 تموز (يوليو) الماضي غارات جوية على مواقع الحزب داخل البلاد وفي شمال العراق، على وقف تصعيد العنف الذي أسفر عن سقوط 260 مقاتلاً كردياً وجرح حوالى 400، عبر إعادة إطلاق محادثات جُمّدت بعد فترة من إطلاقها في نهاية 2012. جاء ذلك غداة مقتل ستة أشخاص في اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين في بلدة سيلوبي (جنوب شرق) المحاذية للحدود مع العراق وسورية، والذي أعقبه تظاهرات لأنصار «الكردستاني» في بلدة سيزر بالمنطقة ذاتها تعاملت شرطة مكافحة الشغب معها بإطلاق غاز مسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين رشقوا القوات بقنابل حارقة. كما أقام محتجون ملثمون نقاط تفتيش على طرق وأوقفوا سيارات طالبوا ركابها بإبراز بطاقات هوياتهم. وقال زعيم حزب الشعوب الديموقراطية الذي فاز بنسبة 13 في المئة من الأصوات في انتخابات 7 حزيران (يونيو) الماضي، ويحظى بنفوذ كبير وسط أنصاره الأكراد الذين يتعاطف معظمهم مع «الكردستاني». وتوجه دميرطاش إلى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: «قد يتشكل ائتلاف وقد لا يحصل ذلك، لكن السلام مهم. لا نطلب ذلك منك فأنت ملزم به». وإلى جانب أهداف «الكردستاني»، قصفت مقاتلات تركية مواقع لتنظيم «داعش» في شمال سورية. وسمحت أنقرة لتحالف تقوده الولاياتالمتحدة باستخدام قواعدها الجوية لقصف المتشددين. وفي بروكسيل، تظاهر حوالى مئتي شخص للتنديد بغارات الجيش التركي على أعضاء «الكردستاني»، وللترحم على الضحايا ال32 الذي قضوا في العملية الانتحارية في سوروتش جنو تركيا في 20 تموز. وهتف المتظاهرون «لا للحرب» و»أوروبا، أين أنت؟ تركيا تقتلنا»، ملوحين بأعلام كردية وصور مؤسس «الكردستاني» عبد الله أوجلان المسجون منذ العام 2009. واتهم رئيس المجلس الوطني الكردستاني زبير ايدار الدولة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان ب»خرق» الهدنة وعملية السلام القائمة منذ العام 2013. في إيران، دعت السلطات مواطنيها إلى عدم السفر براً إلى تركيا، بعد هجوم استهدف باصاً إيرانياً وخلّف قتيلاً في مدينة فان شرق تركيا. وإزاء تصاعد العنف قررت إيران وقف رحلات القطار إلى تركيا بعد هجومين على قطارين يربطان طهرانبأنقرة. كما طلبت إيران من سائقي الشاحنات تفادي التنقل ليلاً إلى تركيا. كذلك تعرض خط أنابيب نقل الغاز بين إيرانوتركيا في ولاية آغري شرق تركيا إلى تخريب في نهاية تموز. ونسبت وسائل إعلام تركية الهجوم إلى متمردين أكراد. والثلثاء الماضي استهدف انفجار خط أنابيب غاز آخر يربط أذربيجان وشرق تركيا.