شكّلت مبيعات طراز فولكسفاغن توران التي تخطت 1.9 مليون وحدة نجاحاً كبيراً لهذا الطراز الذي ينتمي إلى فئة العروض متعددة الإستخدامات MPV، إضافة إلى تحدٍ جديد للصانع الشتوتغارتي الذي باتت أمامه طريقة واحدة تتمثل بالحفاظ على مسيرة النجاحات ذاتها مع الأجيال المقبلة. لذا، وخلال مشاركتها في معرض جنيف الأخير، قدّمت فولكسفاغن جيلاً جديداً من توران لعام 2016 بصيغ هيكلية من خمسة وسبعة مقاعد، بات يتمتّع بطلة رياضية عصرية أكثر تمايزاً، فضلاً عن مقصورة داخلية أكثر فخامة مع تجهيزات غنية وراحة جلوس مكفولة للركاب جميعهم، وتشكيلة من المحرّكات والتقنيات التي زادت من تألّق هذا الجيل الثالث من توران. أخضعت فولكسفاغن توران الجديدة لتحسينات وتعديلات خارجية، ما أكسبها طابعاً رياضياً عصرياً، حيث بات المقدم جديد كلياً لا سيما لجهة المصابيح الرئيسة التي تتضمّن أنظمة إضاءة LED فائقة التوهّج. ويبرز شبك التهوئة الأمامي بدعاماته الأفقية الكرومية الثلاث التي يتوسطها شعار فولكسفاغن، بطلة غرافيكية ثلاثية الأبعاد. كذلك أعيد رسم الصادم الأمامي، مع الإستعانة بشبك تهوئة سفلي موازٍ وإعتماد مصابيح ضباب مميزة مثبّتة في تجاويف خاصة بالصادم الأمامي. من الجوانب، لا يمكن إغفال فتحات التهوئة الجانبية الأفقية المزدانة بالكروم والتصميم الجديد للمرايا المثبّتة عليها إشارات الإلتفاف، فضلاً عن العجلات الكبيرة متعددة الأذرع، وسكك التثبيت في أعلى السقف. ولا تقل الجهة الخلفية جاذبية وأناقة من خلال إعتماد جانح مُدمج بالسقف، فضلاً عن إعادة رسم الصادم وعاكس الهواء الخلفيين، والإستفادة من مصابيح ذات خلفية حمراء جذابة فئة LED. كما تستفيد توران الأحدث من قاعدة عجلات مجموعة فولكسفاغن MQB المدعّمة بعروض شقيقة مثل الجيل السابع من غولف، ما يعني أنها باتت أخف وزنًا بمقدار 62 كلغ من الطراز السابق، وما ساهم في خفض معدّلات إستهلاك الوقود بمقدار 19 في المئة، علماً أن طول السيارة الإجمالي زاد بمقدار 130 ملم ليصل إلى 4527 ملم، وأيضاً زاد العرض العام بمقدار 41 ملم ليبلغ 1814 ملم، بينما إنخفض الإرتفاع بمقدار 6 ملم ليصل إلى 1628 ملم. مقصورة عملانية من الداخل، أولت مقصورة الطراز توران الجديد كلياً إهتماماً ملحوظًا بجودة المكوّنات المستخدمة مقارنة بالطراز السابق، وإن لم تستغنِ كلياً عن المواد البلاستيكية الصلبة على مواضع عدة. يُذكر أن لوحة القيادة جاءت أنيقة وجذابة ومستوحاة من تصميم طراز باسات الشقيق، مع الأخذ في الإعتبار أن عناصر المقصورة جديدة كلياً، بدءاً من الجزء العلوي من لوحة القيادة التي تضم في منتصفها النظام المعلوماتي الترفيهي بشاشته الملونة الكبيرة، مروراً بأزرار التحكّم الجديدة بالمكيف الأوتوماتيكي وعتلاته، وأيضاً تصميم المقود الجديد ثلاثي الأذرع متعدد الإستخدامات. أما أبرز نقاط القوة بالمقصورة فتتركز في مستويات العملانية، إذ يوفر الموديل الجديد 47 مساحة تخزينية مع سعة تحميل تبلغ 743 ليتراً في ظل وجود المقاعد الخمسة على وضعها الطبيعي، مع إمكان الإستعانة بمقعدين إضافيين. وجاءت المقاعد بنظام طي كلي متطور، بما في ذلك صف المقاعد الثاني الذي يمكن طيه كلياً لزيادة سعة التحميل إلى 1980 ليتراً. وفي هذا السياق، يستفيد الركاب من 63 ملم إضافية من رحابة المقصورة مقارنة بالطراز السابق. ومع الصيغة الهيكلية سباعية المقاعد، إستفاد الصف الثالث من مساحات إضافية مخصصة لأرجل الركاب تقدّر ب 54 ملم إلى جانب 13 ملم إضافية للمساحات المخصصة للرؤوس. أنظمة إلكترونية إلى ذلك، زوّدت توران الجديدة بمجموعة من الأنظمة الإلكترونية الحصرية المتطورة، غرضها الأساسي رفع سقف الأمان والسلامة عالياً. وفي هذا السياق، يبرز نظام الكبح الأوتوماتيكي ضمن التجهيزات القياسية، فضلاً عن توافر مثبّت السرعة المتأقلم ACC، وهو يقوم بمهام مثبّت السرعة التقليدي مع إمكان التدخّل بتفعيل الكبح، بل وحتى الوقوف كلياً إذا ما دعت الحاجة لذلك، من أجل الحصول على هامش مسافة آمنة بين توران والسيارة المواجهة. كذلك نالت هذه المركبة نظام المساعدة الأمامي مع الكبح المُدني الطارئ، وأنظمة المساعدة في أوقات الإزدحامات المرورية الخانقة، والحماية الوقائي قبل وقوع الحوادث والتحذير من مرور سيارات بالجهة الخلفية أثناء الخروج من أماكن إصطفاف السيارة، ناهيك عن نظام المناورة مع سحب أو قطر مقطورة، وخاصية فتح الباب الخلفي أوتوماتيكياً، وغيرها. كذلك تتوافر بجديدة فولكسفاغن باقة الخدمات الإلكترونية المحمولة التي تتضمن تطبيقات AppConnect مع CarPlay لأجهزة آبل وAndroid Auto لغوغل وMirrorLink للمرة الأولى، علماً أن التطبيق الأخير يساهم في نسخ تطبيقات عدة أو تشغيلها عبر شاشة النظام المعلوماتي الترفيهي. ويضاف إلى ذلك أنظمة التحكّم الإلكتروني بالثبات ESP، ومنع إنغلاق المكابح ABS، والوسائد الهوائية المتنوعة التي تصل إلى 9 وسائد، وأحزمة الأمان ثلاثية نقاط التثبيت المزوّدة بخاصية الشدّ المُسبق والإرتخاء التدريجي، وغيرها. محرّكات بخيارات عدة ميكانيكياً، تتوافر توران الجديدة بباقة مميزة من محرّكات الديزل والبنزين (ثلاثة محرّكات بنزينية ومثلها ديزل). وفي هذا السياق، جاء أبرز محرّكات البنزين سعة 1.2 ليتر بقدرة 108 أحصنة، مع توافر محرّك آخر سعة 1.4 ليتر بقوة 148 حصاناً، بينما جاء المحرّك البنزيني الأقوى سعة 1.8 ليتر وبقوة 178 حصاناً. وتُعد هذه المحركات نسخاً أحدث من المحركات السابقة مع زيادة قدرها 10 أحصنة مقارنة بالطراز السابق. وبالإنتقال إلى محرّكات الديزل، يمكن ذكر محرّك سعة 1.6 ليتر بقوة 108 أحصنة، إلى جانب آخرين سعتهما ليترين بقدرة 148 و187 حصاناً. يذكر أن الفئات المجهّزة بأكبر المحرّكات البنزينية والديزل تستفيد حصرياً من علبة تروس أوتوماتيكية مزدوجة القابض الفاصل ضمن التجهيزات القياسية، بينما يستفيد باقي المحركات من علبة تروس يدوية.