منح الرئيس المصري محمد حسني مبارك الجهاز الفني والإداري ولاعبي المنتخب المصري لكرة القدم وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، بعد فوزهم بكأس الأمم الافريقية للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه في إنجاز غير مسبوق على الصعيد العالمي، واستقبل الرئيس مبارك أعضاء المنتخب المصري في القصر الجمهوري مساء أول من أمس «الاثنين» وقرر منح أعضاء المنتخب مكافأة مالية ضخمة، كما قرر الاتحاد المصري والمجلس المصري للرياضة مضاعفة المكافأة المحددة بحسب لائحة البطولة من نصف مليون جنيه إلى مليون جنيه لكل لاعب. وكان مبارك استقبل أبطال افريقيا في مطار القاهرة عقب عودتهم من أنغولا. من جهته، أعلن الاتحاد المصري تأجيل انطلاق الدور الثاني من الدوري المحلي، إذ سيقيم الاتحاد احتفالية ضخمة بمناسبة الإنجاز التاريخي غداً (الخميس). وصرح رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر بأن اللاعبين الدوليين يشعرون بإرهاق شديد جراء خوض 6 مباريات قوية في 3 أسابيع، لذا تم تأجيل انطلاق المسابقة من الخميس إلى الاثنين المقبل. وأضاف: «اللاعبون سيطوفون ملعب استاد القاهرة في حافلة مكشوفة لتحية الجماهير التي ستحضر الحفلة بالمجان». في سياق متصل، افرد موقع الاتحاد الافريقي (الكاف) تقريراً مطولاً عن إنجاز منتخب مصر، مشيراً إلى ان كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا ستكون بطولة فقيرة في غياب «الفراعنة»، وأشار التقرير إلى أن المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة صاحب أهم البصمات في تاريخ الكرة المصرية والافريقية اثبت أن لديه قدرة خارقة على اكتشاف المواهب المصرية. وتحدث التقرير عن قدرة مصر على اجتياز المحنة التي ألمت بها عقب خسارة بطاقة مونديال 2010 بالفوز باللقب الثالث على التوالي على رغم الإحباط، وهو بمثابة اللقب العالمي وليس مجرد التأهل للنهائيات. وأضاف: «يعد فوز منتخب مصر ومديره الفني حسن شحاتة له مغزى ابعد بكثير من مجرد الحصول على اللقب القاري، فقد سافر «الفراعنة» إلى انغولا لإثبات شيء واحد، وهو أن منتخب مصر كان لابد ان يكون ضمن الخمسة المتأهلين للمونديال». ولفت إلى أن الفوز على الجزائر في نصف النهائي بمثابة تذوق حلاوة الفوز الحقيقي، فهو المنتخب الذي أقصى «الفراعنة» عن اللعب مع الكبار ليثبت أبناء شحاتة انهم كانوا خارج الخدمة في هذا اليوم. وتحدث تقرير «الكاف» عن بطل أفريقيا الذي تذوق طعم اللعب في البطولات الكبرى العام الماضي عندما سافر إلى جنوب أفريقيا للعب بين كبار العالم في بطولة القارات وخسر بصعوبة من البرازيل 3-4 قبل أن يفوز على ايطاليا أبطال العالم بهدف محمد حمص، إلا أن المجهود استنفد في تلك المباراة ليخسر أمام أميركا ويودع البطولة. وأضاف: «يعد منتخب مصر من المنتخبات التي دائماً مرشحة للفوز باللقب الافريقي، وعلى رغم كبر سن العديد من لاعبيه إلا ان المصريين كانوا من بين المرشحين للفوز بلقب أنغولا 2010». وقال التقرير إن شحاتة صاحب ال60 عاماً هادئ الطباع وخجول، ولكنه في الوقت ذاته صارم، ولا يحب العمل الفردي ودائماً ما يزرع في اللاعبين العمل الجماعي بجانب مهارته في اكتشاف المواهب الجديدة، فقد أعاد اكتشاف عمرو زكي في 2008 بغانا، وسجل وقته «البلدوزر» هدفين من أربعة أهداف في نصف النهائي أمام كوت ديفوار، وهذه المرة جاء الدور على محمد ناجي «جدو» الذي بزغ نجمه في وقت قليل شارك خلاله بديلاً. فيما أولت كل الصحف الإيطالية الرياضية المتخصصة اهتماماً كبيراً بإنجاز المنتخب المصري، وقالت صحيفة «غازيت ديللو سبورت» الإيطالية الرياضية المتخصصة تحت عنوان «مصر العظيمة» إن الأفضل هو الذي فاز في مباراة النهائي وحققت مصر البطولة للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخها، كما لعبت مصر 19 مباراة دون هزيمة في نهائيات كأس الأمم الافريقية. وأضافت أن المنتخب المصري كشف عن موهبة جديدة بدأت «تلمع» في عيون الأندية الأوروبية مثل نادي ريال سوسيداد الاسباني وهو البطل الفرعوني «جدو» نجم الاتحاد السكندري. من جهتها، قالت صحيفة «كوريرى ديلا سبورت» الرياضية المتخصصة تحت عنوان «أقوى منتخبات افريقيا... محروم من جنوب أفريقيا» إنها خسارة كبرى لعالم كرة القدم منيت بها بطولة كأس العالم قبل أن يبدأ وهو غياب أقوى الفرق الأفريقية التي «أخضعت» أربعة منتخبات تشارك في مونديال 2010. وأضافت أن الجيل الحالي من اللاعبين المصريين هو أقوى المنتخبات الكروية في تاريخ مصر لكن شاء قدره أن يحرم من المونديال بعد أن أظهر قدرات فائقة. وأشارت الصحيفة إلى أن جدو هداف المنتخب المصري قد يثري الملاعب بفنه الكروي مثل مارادونا خصوصاً انهما يشتركان في الأداء وأيضاً تاريخ الميلاد 30 تشرين الأول (أكتوبر).