تجددت الاشتباكات بين «جبهة النصرة» والمقاتلين الأكراد بين بلدة أطمة على الحدود السورية - التركية وريف عفرين في ريف حلب شمال البلاد، في وقت أفيد بمقتل 51 من عناصر «داعش» بينهم ثمانية من «أشبال الخلافة» في التنظيم بغارات للتحالف في شمال شرقي البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «الاشتباكات تجددت أمس بين وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، وجبهة النصرة من طرف آخر، في محور جنديرس – أطمة عند أطراف منطقة عفرين، حيث كانت قد شهدت المنطقة قبل أيام عدة جولات من الاشتباكات بين الوحدات الكردية من طرف، ومقاتلي النصرة وفصائل إسلامية من طرف آخر في المنطقة». وأشار «المرصد» إلى موقفي الطرفين، ذلك أن «النصرة» اتهمت الأكراد ب «الاعتداء على أراضي أهل أطمة وخرق اتفاق سابق عبر «محاولة رفع أبراج إسمنتية، مرتفعة ذات طلقيات مطلة على طرقات المسلمين ونقاط رباط المجاهدين، ما يؤثر بالسلب ويمثل خطراً حقيقياً على منطقة أطمة وما حولها، وهذا ما لا يقبل شرعاً ولا عرفاً ولا سياسة». وقالت: «كيف يسمح بوجود أبراج الموت التي تشل حركة ونشاط ثورة أهل الشام، وعليه أرسلت الفصائل بمنطقة أطمة رسائل لوقف بناء هذه الأبراج التي شرعوا فيها، فكان الرد بصلافة واستعلاء، أنهم لن يزيلوا ما تم بناؤه بل سيكملون البناء، فقررت الفصائل المجاهدة التصدي لهذا التعدي، ومواجهة هذا الخطر، وقامت بإحراق أحد الأبراج، ووقف هذا التعدي، وهذا بيان يدحض كذب وزيف من يقلب الحقائق». في المقابل، أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردي في بيانها: «نعم كان هناك اتفاق قبل عامين بيننا واتفقنا على أن تبقى تلة أطمة منطقة خالية من المسلحين والطرف الآخر لم يلتزم بالاتفاق، أما بشأن الأشغال العسكرية الخاصة بوحدات الحماية فلقد تم إنشاؤها في مرتفعات قرى دير بللوط وديوان وهي قرى تابعة لمنطقة عفرين وليس كما ورد في البيان على تلال أطمة». وتابعت: «لم ولن نعتدي على أحد، لكننا كحاملين لهذا الاسم أخذنا عهداً أمام الله بأن ندافع عن أرضنا وشعبنا وتشهد لنا الجبال بقدرتنا على ذلك فلا تمتحنوا صبرنا، فمهما خمد البركان إن أثرته، فسينفجر بقوة وسيطلق سيلاً من الحمم يجرف كل ما حوله وقد أعذر من أنذر». ونقلت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة عن السلطات التركية في ولاية شانلي أورفة جنوب شرقي البلاد إعلانها إقامة 3 مناطق «أمنية عسكرية موقتة»، في قضاء أقجة قلعة، على الحدود مع سورية. وذكر بيان صادر عن ولاية شانلي أورفة أن إعلان المناطق الثلاث «أمنية موقتة» لمدة 15 يوماً، يهدف إلى «الحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم والقضاء على التهديدات والأخطار المحتملة على الحدود مع سورية». وأشار البيان إلى أن إعلان المناطق الثلاث المذكورة يسري اعتباراً من صباح أمس ويستمر حتى 21 من الشهر الجاري. في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» أنه «ارتفع إلى 51 عدد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» الذين قتلوا في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، نتيجة قصف من طائرات التحالف الدولي، حيث تمكن نشطاء المرصد في الرقة وريف الحسكة وريف دير الزور الشرقي، من توثيق مقتل 51 عنصراً من التنظيم غالبيتهم من الجنسية السورية، بينهم 8 على الأقل من الأطفال المقاتلين من «أشبال الخلافة»، قتلوا في تنفيذ طائرات التحالف ضربات مكثفة خلال ال 48 ساعة، على تمركزات ومواقع وحواجز للتنظيم في دير الزور والحسكة والرقة، حيث قتل 11 منهم في استهداف مبنى المؤسسة الاستهلاكية في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، الذي يتخذه التنظيم مقراً «للمحكمة التنفيذية» في المدينة، بينما قتل 29 منهم في استهداف لمنطقة معسكر الكرين قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، فيما قتلت البقية جراء استهداف مواقع وحواجز للتنظيم وآليات على الطرق المؤدية إلى حلب وحماة ومناطق بريف الحسكة». إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى شريط مصور «أظهر عنصراً من اللجان المسلحة الموالية للنظام من قرية عين الصحن بريف صافيتا، وهو يعذب رجلاً وزوجته، حيث قام العنصر بضرب الرجل بعد تقييده، متهماً إياه بالظهور على فضائيات تلفزيونية ومعارضة النظام، وقام بصفع الرجل بطريقة مهينة، موجهاً خلال الضرب شتائم وإهانات له ولزوجته التي جاء بها العنصر، وقام بضربها وهو يوجه لها الشتائم البذيئة، وطلب منها سب زوجها وأن تقلد صوت الحمار». وتابع: «الرجل وزوجته هما من أهالي قرية المتراس الواقعة في ريف مدينة طرطوس ويقطنها مواطنون من التركمان السنة، والتي كان قد وثق المرصد إعدامهما في نهاية الثلث الأول من شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2013 على يد مسلحين موالين للنظام قاموا بقتل الرجل وزوجته وطفليهما، حيث كان الرجل يعمل وزوجته في مزرعة قرب قرية تنورين التي تقطنها غالبية من المواطنين من أتباع الديانة المسيحية، فيما كانت قد شهدت قرية المتراس في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2013، اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلين من كتائب مقاتلة وإسلامية من طرف آخر، استشهد خلالها العشرات من أبناء القرية».