مدينة «كوينز تاون» النيوزيلندية التي تقع في الجزيرة الجنوبية من نيوزيلندا، جمعت بين البرازيلي «تياغو» وزميله السعودي أحمد الفريدي على مقاعد الدراسة في دورة تدريبية لتعلم اللغة الإنكليزية رغم اختلاف الثقافة والديانة واللغة بينهما. وتمتاز المدينة النيوزلندية بتوافر عدد من المعاهد التي تقدم الدورات لتعلم اللغة الإنكليزية لغير الناطقين بها، لذا يكون الإقبال عليها كبيراً من مختلف الجنسيات، إضافة إلى كونها تُعرف بجذبها السياحي نظراً لطبيعتها وهدوئها وبعدها عن الصخب والاختناقات المرورية، كما أن الثلوج عادة ما تكون حاضرة في أعالي قمم جبالها لذا فهي تصبح مقصداً لهواة التزلج. يقول أحمد الفريدي إن الأجواء في «كوينز تاون» باردة جداً ودرجات الحرارة تصل إلى ما دون الصفر المئوي، فالجبال تكتسي بالثلوج لأشهر عدة، مبيناً أن عدد السعوديين في تلك المدينة هذا الشهر لا يتجاوز 10 طلاب والعدد يزيد وينقص بين الفينة والأخرى، مضيفاً: «تعلّم اللغة يتيح لنا التعرّف على ثقافات الشعوب، واليوم أنا أتمتع بعلاقة جيدة مع زميلي البرازيلي تياغو، وأعرف الكثير عن العادات في بلاده، وهذه من المزايا التي وجدتها هنا». بدوره، يوضح البرازيلي «تياغو» أن علاقة البرازيليين الذين يدرسون في نيوزيلندا مع الطلاب السعوديين أزاحت الشيء الكثير من الصورة الضبابية عن الدين الإسلامي أخيراً، والتي أفرزها ظهور الجماعات الإرهابية التي تسمي نفسها بمسميات مختلفة، إذ يرى أن المشاهد المروعة التي تصل عبر مواقع التواصل وشاشات التلفزة عن الشرق الأوسط والحروب الدائرة هناك أثرت بشكل سلبي على علاقة المسلمين بغيرهم. ويضيف: «تحولت النظرة إلى الإيجابية خلال الشهرين الماضيين، إثر علاقتي المتينة بزملائي من السعودية والكويت ومعرفتي لطباعهم وعاداتهم وتعاملهم الإيجابي مع الآخرين، إضافة إلى سلوكياتهم التي تدعو إلى التسامح والتآخي مع الأشخاص من مختلف الأديان والجنسيات الأخرى». من جهته، يؤكد الياباني كازويا أن العلاقة الأخوية مع السعوديين والخليجيين والارتباط اليومي معهم زاد من اهتمامه لمعرفة طبيعة حياة المسلمين بشكل أعمق، ويقول: «كنت خلال الأشهر الماضية أتخوف من بعض المسلمين والعرب لظهور بعض المقاطع التي يحضر فيها القتل والعنف في بعض الدول، ولكن بعدما تعرفت على الوضع عن قرب من زملائي المسلمين، أيقنت أن ما يجري في تلك البلدان لا ينتسب للدين الإسلامي ولا يمت له بصلة، بل هم فرق إرهابية تبحث عن مصالح وأهداف شخصية لا علاقة للأديان بها». وعلق فلاح العتيبي (20 عاماً) والذي يقيم حالياً في «كوينز تاون»، أن أي وجود للشباب السعودي خارج السعودية يزيد من المسؤولية على عاتقهم ليكونوا خير سفراء لدينهم أولا،ً ثم لبلدهم، لافتاً إلى أن التعامل الحسن مع الآخرين يعطي انطباعاً إيجابياً عن الشخص وبلده وكذلك ديانته، مضيفاً: «أنا وزملائي السعوديين هنا نحرص على المحافظة على سلوكياتنا الإيجابية، وبالتالي حظينا باحترام زملائنا من الجنسيات والأديان الأخرى، وكذلك معلمينا، وأيضاً الأسر التي نسكن معهم خلال فترة الدراسة».