طالبت زيمبابويواشنطن بتسليمها طبيب الأسنان الأميركي الثري والتر بالمر، إثر قتله مطلع تموز (يوليو) الماضي، الأسد «سيسيل»، أحد أشهر الحيوانات النادرة في محمية هوانغي في غرب البلاد، قرب شلالات فيكتوريا. وكان سيسيل، الأسد الذكر المسيطر المميّز بلبدته السوداء، موضع دراسة من باحثين في جامعة أوكسفورد البريطانية، التي زوّدته طوقاً خاصاً بإرسال البيانات، في إطار بحوث في شأن أمد حياة الأسود. وأكد بالمر المتحدّر من ولاية مينيسوتا شمال الولاياتالمتحدة، أنه تعرّض للخداع من جانب مرشديه المحليين خلال رحلته لممارسة شغفه بالصيد، مشيراً الى أنه كان يعتقد أن نشاطه في المكان قانوني. وعاد الى بلاده قبل انتشار الفضيحة، من دون أن ينسى طلب الحصول على «غنيمته»، وهي رأس الأسد بعد التخلّص من الطوق. وقالت وزيرة البيئة في زيمبابوي، أوبا موتشينغوري، في مؤتمر صحافي: «للأسف، كان الأوان فات للقبض على الصياد الأجنبي، لأنه تبخّر إثر هربه الى بلده». وأضافت: «نطلب من السلطات المختصة ترحيله الى زيمبابوي للتمكّن من محاكمته على الانتهاكات التي ارتكبها». وفي حين أن هناك اتفاقاً لتبادل المطلوبين بين البلدين، فإن مساعد الناطق باسم وزير الخارجية الأميركي مارك تونر، أوضح أن أي طلب مماثل يجب التقدّم به الى محكمة في الولاياتالمتحدة. وأضاف: «القرار النهائي بترحيل شخص ما أو عدمه يعود الى وزير الخارجية»، قائلاً: «نحن بطبيعة الحال أمام مسألة إنسانية، وتؤخذ في الاعتبار فرص الشخص في الحصول على محاكمة عادلة». وخلافاً للاتحاد الأوروبي، تبقي الولاياتالمتحدةزيمبابوي على قائمة الدول الخاضعة لعقوبات، بسبب انتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان والحريات الأساسية، خلال عهد الرئيس روبرت موغابي، الموجود في الحكم منذ عام 1980. واتهمت الوزيرة ميشينغوري الصياد بأنه سعى الى «الإضرار بصورة زيمبابوي، وزيادة التدهور في العلاقة بين زيمبابويوالولاياتالمتحدة». وعلّق منظّم رحلة السفاري ثيو برونخورست، على طلب الترحيل واصفاً إياه بأنه «متهور». وأضاف: «لا أعتقد أنني قمت بأي أمر مخالف للقانون»، جازماً بأن بالمر «بريء كلياً (...). لقد حجز رحلة صيد ودفع تكاليفها مع وكالتي في شكل قانوني»، مشيراً الى عدم وجود مخالفة قانونية سواء عبر دفع قيمة الرحلة البالغة 55 ألف دولار، أو الاستحصال على رخصة للصيد. وقال: «قتلنا أسداً ذكراً كنا نعتقد أنه تخطّى السن المطلوبة للتكاثر». وأضاف: «كلانا أُصبنا بصدمة شديدة عند معرفتنا أنه مجهّز بطوق»، و «كنت أعتزم تسليمه بعد مغادرة الزبون». وأثار القضاء على الأسد سيسيل في زيمبابوي، حالاً من التأثر في الخارج مصحوبة بحملة لاذعة تستهدف الصياد المتواري عن الأنظار، وتطاول سهامها مجموعة الضغط الأميركية المؤيِّدة للصيد وحلفاءها السياسيين.