أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس استشهاد أربعة من رجال الأمن، وجرح ثمانية بهجوم شُنَّ من الأراضي اليمنية على الحدود الجنوبية للمملكة. وقال الناطق في وزارة الداخلية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية أمس: «في الساعة العاشرة من صباح الجمعة، تعرّض مركز المسيال في قطاع ظهران الجنوب بمنطقة عسير، لقذائف كثيفة من داخل الأراضي اليمنية، وتم التعامل مع الموقف بما يقتضيه، وذلك بالتصدّي للعدوان والتنسيق مع القوات البرية للتعامل مع مصادر إطلاق القذائف في الأراضي اليمنية». وأشار إلى تدمير منصات إطلاق القذائف. وأضاف: «نتج عن ذلك استشهاد العريف أحمد جعفر حسن المجيشي، والجندي أول محمد علي ياسين العمري، والجندي أول حسن ناصر محمد بشيري، تغمّدهم الله بواسع رحمته وتقبّلهم في الشهداء، كما أصيب سبعة من رجال حرس الحدود». وذكر الناطق أن دورية من قوة المجاهدين في قطاع الطوال بمنطقة جازان تعرضت لمقذوف من داخل الأراضي اليمنية (أمس)، فاستُشهد أحد أفرادها خالد مساوى حمدي. وعلى صعيد المواجهات، قُتِل 9 جنود يمنيين وجُرح 50 بتفجير انتحاري مزدوج نفّذه «القاعدة» في حضرموت. واحتدمت المعارك بين القوات الموالية للحكومة الشرعية اليمنية ومسلّحي جماعة الحوثيين أمس، بعدما تحدثت مصادر عن هزيمة مُنيت بها الجماعة. إذ تمكّنت القوات الموالية للشرعية من السيطرة على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، وعلى لودر في محافظة أبين. وشن تنظيم «القاعدة» أمس، أعنف هجوم له على مواقع الجيش اليمني منذ أعلن التنظيم مبايعة قاسم الريمي زعيماً له خلفاً لناصر الوحيشي الذي قُتِل بغارة لطائرة أميركية من دون طيار في مدينة المكلا في حزيران (يونيو) الماضي. وقالت مصادر عسكرية ل «الحياة»، إن انتحاريَّيْن من عناصر «القاعدة» هاجما ثكنة للجيش في منطقة وادي سر في مديرية القطن وسط وادي حضرموت، تابعة للواء 135 التابع للمنطقة العسكرية الأولى، وذلك بواسطة سيّارتين مفخّختين، ما أدى إلى مقتل تسعة جنود وجرح خمسين. وأضافت المصادر أن مسلحي التنظيم فجروا في الوقت ذاته عبوّات ناسفة على الطريق بين منطقة القطن ومقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى، في مدينة سيئون المجاورة، استهدفت دوريات عسكرية. وأكدت أن رئيس عمليات اللواء 135 العقيد علي عامر أصيب خلال الهجوم الانتحاري المزدوج، بينما نجا قائد اللواء العميد الركن يحيى أبو عوجاء من انفجار عبوة استهدفت مركبته العسكرية أثناء توجهه لتفقد مكان الهجوم. وكان «القاعدة» سيطر في نيسان (أبريل) الماضي على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، ومعها معظم مديريات ساحل حضرموت، واستولى على عتاد المعسكرات والأجهزة الأمنية. ويُعتقد بأنه يخطط للسيطرة على بقية مناطق حضرموت، مستغلاً الفراغ الأمني والاضطراب السياسي في اليمن الناجم عن انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية. وتحدثت مصادر «المقاومة الشعبية» عن صدّها هجوماً للحوثيين في منطقة سناح شمال الضالع، وقتل 18 منهم وأسر 4 آخرين. وأضافت أن مسلّحي القبائل المؤيدين للشرعية أحبطوا هجوماً حوثياً آخر شمال غربي مأرب (في منطقة «المخدرة»)، في حين شنّ طيران التحالف غارات على مواقع الجماعة في الجفينة وصرواح، ما أدى إلى مقتل 20 مسلحاً حوثياً وتدمير عدد من الآليات العسكرية للجماعة. وتواصلت المعارك في محافظات لحج وأبين وتعز، وسط أنباء عن تقدم جديد للقوات الحكومية ومسلحي «المقاومة الشعبية» على كل الجبهات. وذكرت مصادر أمنية أن غارات شنها طيران التحالف استهدفت زنجبار في محافظة أبين ومحيط مدينة مأرب، وطاولت مناطق في محافظتي حجة وصعدة الحدوديتين (شمال غرب)، بينها حرض والمنزالة والحصامة والمزرق ورازح والملاحيظ والشوارق. إلى ذلك، وصلت طائرة الإغاثة السعودية الرابعة إلى مطار عدن محمّلة بعشرة أطنان من المستلزمات الطبية لمرضى الفشل الكلوي. ويرافق الرحلة فريق من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وفريق من منظمة «أطباء بلا حدود».