شيّعت قيادة الجيش اللبناني المقدم الشهيد ربيع كحيل في مأتم مهيب في منطقة الخندق الغميق في بيروت. وتقدم موكب التشييع حملة الأكاليل والأوسمة على وقع عزف موسيقى الجيش نشيد الموتى وإطلاق نار كثيف. كما رفعت لافتات استنكاراً للجريمة النكراء وشعار «في وطني رجال يفدونه بأرواحهم وينالون الجزاء من ابنائه بالغدر». حضر التشييع ممثل الرئيس اميل لحود نجله النائب السابق اميل لحود، والنواب: هاني قبيسي، ايوب حميد، علي بزي وياسين جابر، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد اسامة العطشان مع وفد من ضباط القيادة، ووفد من ضباط المديرية العامة للأمن العام والأمن الداخلي وأمن الدولة، اضافة الى قائد فوج المغاوير العميد الركن شامل روكز، قائد الفوج المجوقل العقيد الركن جان نهرا، قائد فوج المجوقل السابق العميد جورج نادر، رئيس فرع المكافحة العميد الركن عبد المنعم مكة وشخصيات وفاعليات. وكان الموكب انطلق صباحاً من امام المستشفى العسكري الى حسينية الإمام علي في الخندق الغميق على وقع اطلاق نار كثيف، ليوارى الثرى في جبانة الباشورة بعد الصلاة على جثمانه. وألقى العميد أسامة العطشان كلمة وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش ذكّر فيها بمزايا الشهيد وسيرته العسكرية المشرفة طوال سنوات خدمته العسكرية. وأشار إلى ان «المؤسسة العسكرية لن تسامح ولن تساوم على دماء الشهيد». وقال: «بكل اسىً ومرارة، نشيّع في هذا اليوم الحزين، ضابطاً من خيرة ضباط الجيش، شاءت الظروف ان يستشهد على يدٍ آثمةٍ مجرمة في الداخل، فيما كان طوال حياته العسكرية، يحسب نفسه مشروع شهيد في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب، دفاعاً عن حياض الوطن وسيادته وأمن مواطنيه جميعاً. تشهد على ذلك المعارك البطولية التي خاضها ورفاقه ضد التنظيمات الإرهابية في اكثر من زمان ومكان، مظهراً شجاعة فائقة، واستعداداً دائماً للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل إنجاز مهماته على اكمل وجه». وأضاف أن «قيادة الجيش وكعادتها، لن تفرّط قيد انملة بدماء شهداء الجيش في اي موقع كان، وستتابع الجريمة النكراء، حتى توقيف القاتل، وإحالته على القضاء لتحقيق العدالة كاملة من دون نقصان، فلا تهاون مع اي معتدٍ على الجيش وأفراده، كما على المواطنين الأبرياء في اي بقعة من بقاع الوطن». وتزامناً، تتواصل التحقيقات الأولية التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ولا سيما مع الموقوف ايلي ضو، في حين لا يزال المشتبه به الثاني هشام ضو فاراً من وجه العدالة. وذكرت «المركزية» ان «المطلوب الفار ضو اتصل بأحد اقربائه من خط سوري». وعلّق العميد روكز على استشهاد كحيل، عبر موقع «فايسبوك» قائلاً: «إسشهاد ربيع برصاص زعران الشارع يلخص كل الحكاية. الدولة سقطت، ولن تستعيد هيبتها الا بتعليق المشانق». وأضاف «إذا مقدم مغوار عرّف عن حالو تقوّص سبع رصاصات، كيف اذا كان مواطن عادي بسيط مسالم ما الو الا الله»؟ داعياً الى «تعليق المشانق، فهذا البلد ندفع لأجله دماء خيرة شبابنا، ولن نقبل بأي حال ان يحكمه ويتحكم به الزعران». اما نهرا فقال في تشييع كحيل: «حق ربيع على القضاء الذي لم يحكم قاسياً على اليد التي تطاولت على الجيش اللبناني سابقاً».