خفّضت محكمة استئناف في القاهرة عقوبة السجن الصادرة في حق مصرية متَّهمة ب «التحريض على الفسق والفجور»، بعد نشر شريط فيديو يظهرها ترقص بطريقة فاضحة. وأوقفت الشابة رضا الفولي، في 25 أيار (مايو)، بعد أيام على نشر فيديو كليب بعنوان «سيب إيدي»، تظهر فيه وهي ترتدي فستاناً قصيراً جداً مع صدر مكشوف. وحُكمت بالسجن سنة في حزيران (يونيو)، لكنها استأنفت الحكم، وخفّضت محكمة الاستئناف عقوبتها إلى ستة أشهر. لكنها ليست الوحيدة التي جُرّمت بعد هذا الشريط، فقد حُكم على مخرج الفيديو وائل الصديقي، الذي يرقص ويغني إلى جانب الفولي، بالسجن سنة، إضافة إلى الممثل رزق رمضان بالسجن ثلاثة أشهر. أثارت قضية «سيب إيدي» الرأي العام المصري، وندّد كثر بهذا العمل الذي اعتبروه أنه يشوِّه نظرة العالم إلى المصريين، خصوصاً أن الأغنية واللحن مسروقان من أغنية هندية عنوانها «Jugni Ji» وتغنيها فرقة Kanika Kapoor ft. Dr Zeus & Shortie. لكن، من يرى الأغنية الأصلية يشعر بفرق كبير في المشاهد المصوّرة والطريقة التي صُورّت بها. ففي الأغنية المصرية، تلبس الفولي فستاناً أسود قصيراً جداً، تظهر من خلاله مفاتنها وتقوم بإيحاءات جنسية برفقة المخرج الصديقي، ويرقصان على أنغام الأغنية على طريقة الراب. أما في الأغنية الهندية، فتظهر الفرقة المؤلفة من 4 رجال وفتاتين، بلباس محتشم يرقصون بطريقة تمزج الفن الهندي بالأميركي. وعندما سئل المخرج عن السبب الذي جعله يصوّر هذا الفيديو، خصوصاً أنه عاش في الولاياتالمتحدة ودرس فيها، قال أنه كان يريد الشهرة وإيصال رسالة إلى الرئيس المصري، مفادها أن مستوى السينما المصرية هبط في شكل كبير لأن القائمين عليها ليسوا سينمائيين ولا مختصّين بهذا المجال، وأنه أمضى سنتين في مصر لم يجد خلالهما فرصة عمل، مثله مثل بقية الشباب المصري الذي أنهى دراساته داخل البلاد وخارجها. وأشار إلى أن «مصنع» السينما يشبه التجارة العائلية التي لا تدع أحداً يدخل إلى كواليسها، من مخرجين ومنتجين وممثلين. وأضاف أن السينما المصرية «بوّظت» الناس من خلال الأفلام التي تقدّمها، المليئة بالمواضيع التافهة والمتمحورة حول المخدرات والدعارة والفسق. لكن، هل هذه الوسيلة هي الفضلى لإيصال الرسائل وتصحيح الأخطاء؟ هل نرتكب أخطاء لنصحّح أخطاء أخرى؟ لمَ لا يستخدم هؤلاء علمهم، ويتسلّحون بشهاداتهم، ويخرجون أعمالاً توصل أفكارهم السامية والنبيلة إلى الجمهور، بدل أن يسرقوا أغنيات ويخرجوها بطريقة غير مدروسة توصلهم إلى السجن بدل العالمية؟ يُذكر أن هناك «رضا الفولي» أخرى تُطلق على نفسها اسم «شاكيرا»، وتغني للكمّون. لكن، في فيديو «الكمّون» إغراءات وإيحاءات أكثر من شريط الفولي. والغريب، أن الفيديو لم يثر عاصفة انتقادات مثل «سيب إيدي»، ولكن بطلته «شاكيرا» سُجنت لما تحمله الأغنية من كلمات غير مقبولة. وهناك «برديس»، وهي فنانة استعراضية لحقت بهذه الموجة وشاركت في فيديو كليب بأدائها أغنية الراحلة سعاد حسني «يا واد يا تقيل»، لكنها شوّهتها في شكل كبير وأعطتها طابعاً منحرفاً. وفي هذا الفيديو، تظهر برديس بلقطات مختلفة لكنها توصل الفكرة نفسها، وهي الإغراء والإثارة. ظاهرة «رضا الفولي» منتشرة في كل مكان، ولا يجوز التفريق بين بطلات هذه الكليبات، لأن الإصلاح يكون بالقضاء على هذه الموجة من الفن الهابط.