رد الرئيس الاميركي باراك اوباما مجددا اليوم (السبت) على الانتقادات للاتفاق التاريخي الذي تم ابرامه الثلثاء مع ايران حول برنامجها النووي، وذلك على خلفية معارضة شديدة من قبل الكونغرس الاميركي. وقال اوباما في خطابه الاسبوعي انه ومن دون الاتفاق فاننا "نواجه خطر اندلاع حرب جديدة في المنطقة الاكثر حساسية في العالم"، مشدداً على القيود التي يفرضها الاتفاق على القدرات النووية لايران. وأضاف: "الاتفاق يبعد ايران اكثر عن تصنيع قنبلة، كما هناك حظر دائم ضد حيازة ايران لسلاح نووي. سنفرض رقابة متواصلة على مدار ال 24 ساعة والاسبوع للمنشات النووية الايرانية الرئيسة"، مشيراً إلى أن العواقب ستكون سريعة في حال اخلت ايران بالتزاماتها بموجب الاتفاق. وأكد أوباما أنه "اذا انتهكت ايران الاتفاق فان العقوبات التي فرضناها وادت الى شلل الاقتصاد الايراني وجعلت من الممكن التوصل الى هذا الاتفاق، سيعاد فرضها فورا". ويسمح الاتفاق في غضون بضعة اشهر، برفع العقوبات الاميركية والاوروبية والدولية التي انهكت الاقتصاد الايراني. في المقابل تعهدت ايران بتحجيم برنامجها النووي لعشر سنوات على الاقل لتهدئة المخاوف الغربية من أن طهران تسعى لتطوير سلاح نووي. وتنفي ايران باستمرار السعي لحيازة السلاح النووي وتصر على ان برنامجها مخصص لاغراض سلمية في مجال الطاقة والطب فقط. وامام الكونغرس الاميركي مهلة 60 يوماً لمراجعة الاتفاق ويمكن ان يصوت بالموافقة عليه او رفضه. واتهم الخصوم الجمهوريون لاوباما والذين ياملون بالتصويت ضد الاتفاق الحكومة بالمهادنة، لكن اوباما اكد انه لا يخشى المعارضين ورحب باي اسئلة حول الاتفاق. وقال: "ارحب بأي تدقيق ولا أخشى الأسئلة. وبصفتي القائد الأعلى فأنا لا أقدم اعتذاراً من ضمان امن وسلامة البلاد". وتساءل اوباما: "هل سيزيل هذا الاتفاق كل التهديدات التي تمثلها ايران بالنسبة الى جيرانها؟ كلا لكن هل يمضي ابعد من اي اتفاق سابق لضمان عدم عدم حيازة ايران للسلاح النووي؟ الجواب هو نعم". وبموجب تشريع تم تبنيه في ايار (مايو)، لا يحق لأوباما رفع العقوبات التي يفرضها الكونغرس على ايران طيلة فترة مراجعة الاتفاق الا اذا صادق الكونغرس عليه قبل انقضاء المهلة. وفي حال تصويت الكونغرس بالرفض، فان اوباما يمكنه استخدام حقه في النقض والذي يحتاج لتصويت ثلثي مجلس النواب لتجاوزه. ومن المفترض ان يلقي اوباما كلمة امام منتدى قدامى المحاربين في الخارج الاسبوع المقبل، إذ سيواصل الدفاع عن الاتفاق الذي يقول انه احترم الخطوط الحمراء التي فرضتها واشنطن. وقال اوباما: "لقد رفضنا الموافقة على اتفاق سيء وصمدنا الى ان حصلنا على اتفاق يحترم كل الشروط التي فرضناها". لكن ن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي أعلن اليوم ان الاتفاق النووي مع القوى العظمى لن يغير سياسة ايران في مواجهة "الحكومة الاميركية المتغطرسة" ولا سياسة ايران لدعم "اصدقائها" في المنطقة.