رقص شبان وشابات من إيران في بعض شوارع طهران وأطلقوا أبواق السيارات ورفعوا علامات النصر احتفالا أمس الثلاثاء بعد الإعلان عن إبرام اتفاق نووي تاريخي مع قوى عالمية يأملون أن ينهي سنوات من العقوبات الاقتصادية وعقودا من العزلة الدولية. وتابع ملايين الإيرانيين المحادثات عن كثب لشهور بتوقعات بأن إبرام اتفاق سيتيح للاقتصاد الذي تضرر بسبب سنوات من العقوبات أن يستعيد استقراره وسيجعل حياتهم اليومية أكثر سهولة. ورحب الرئيس الايراني حسن روحاني في حديث نقله التلفزيون مباشرة بالاتفاق النووي المبرم في فيينا مع الدول الكبرى مؤكدا ان ايران «حققت كل اهدافها». وقال «انه اتفاق متبادل» مؤكدا ان «كل اهدافنا» تحققت في الاتفاق الذي يسمح برفع العقوبات والاعتراف بالحق في برنامج نووي مدني. واضاف «الله استجاب لصلوات امتنا». واشاد المرشد الاعلى للثورة في ايران آية الله علي خامنئي مساء الثلاثاء ب»الجهود المضنية والصادقة» للمفاوضين الايرانيين، الذين تمكنوا من التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني مع القوى الكبرى. العالم يرحب من جهتهم، رحب قادة العالم بالاتفاق النووي مع ايران الذي اعلن في فيينا، حيث تحدث الرئيس الاميركي اوباما عن «اتجاه جديد» والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «تنفس الصعداء» في العالم، فيما قالت اسرائيل إنها «غير ملزمة» بالاتفاق وبأنها ستواصل الدفاع عن نفسها لأن الاتفاق يعتبر «خطأ تاريخيا». واقترح رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت منح جائزة نوبل للسلام للعام 2015 للمتفاوضين. وقال الرئيس الاميركي ان الاتفاق يؤكد على نجاح الجهود الدبلوماسية المضنية ويوفر الفرصة لتطبيع العلاقات مع ايران. واضاف «لقد اوقفنا انتشار الاسلحة النووية في المنطقة. تم قطع جميع الطرق المؤدية الى السلاح النووي». وقال «هذا الاتفاق يوفر فرصة للمضي في اتجاه جديد علينا ان نغتنمها»، واعدا برفع العقوبات الاميركية عن ايران التي لا تزال العلاقات الدبلوماسية مقطوعة معها منذ 35عاما. ولكنه حذر من انه اذا لم تحترم ايران التزاماتها فسيتم فرض «كل العقوبات» مجددا. وأكد الرئيس أوباما أنه سيستخدم حق الفيتو ضد أي تشريع بالكونجرس يمنع تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني. وقال إن الاتفاق مع إيران ليس مبنيًا على الثقة وإنما على التحقق، وأكد فى الوقت نفسه أنه فى حال انتهكت إيران الاتفاق فإن كل العقوبات التى سترفع بموجب الاتفاق سيتم فرضها مجددًا. وأضاف فى كلمة مباشرة بالتزامن مع الإعلان الرسمي عن التوصل إلى الاتفاق: «أمننا الوطنى ومصلحتنا تقتضى منع إيران من الحصول على سلاح نووي.. وإذا انتهكت إيران الاتفاقية ستكون جميع الخيارات المتاحة الآن متاحة أمام أى رئيس للولايات المتحدة». وفيما يتعلق بحظر الأسلحة قال إنه سيتم الإبقاء على «العقوبات المتعلقة بدعم إيران للإرهاب». خيار قوي لكن رئيس مجلس النواب الاميركي الجمهوري جون باينر ندد بالاتفاق النووي مؤكدا انه سيسعى مع اعضاء اخرين في الكونغرس بكل الوسائل لعرقلته. من جانب اخر، قال بوتين إن الاتفاق هو «خيار قوي من اجل الاستقرار والتعاون لقد تنفس العالم الصعداء». واضاف إن موسكو «ستفعل كل ما بوسعها» لضمان نجاح الاتفاق. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في فيينا إن روسيا «ستساهم في خطوات عملية من اجل تطبيق الاتفاق». وقال لافروف إن «الاتفاق سيسهم في تحسين الوضع في الشرق الاوسط». واضاف «لدينا خطط كبيرة لتطوير قطاع الطاقة الايراني»، حيث ستبني روسيا مفاعلات نووية جديدة وتنقل اليورانيوم قليل التخصيب الى ايران. والهدف من اتفاق فيينا ضمان عدم قدرة ايران على انتاج السلاح النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها وربما تحسين العلاقات مع الغرب. حزن إسرائيلي في المقابل، اعتبر نتانياهو الاتفاق «خطأ تاريخيا» واعلن ان اسرائيل «غير ملزمة بهذا الاتفاق مع ايران لان ايران ما زالت تسعى لتدميرنا»، واضاف «سنواصل الدفاع عن انفسنا». وقال «تم تقديم تنازلات كبرى في جميع القضايا التي كان من المفترض ان تمنع ايران فيها من امتلاك القدرة على حيازة اسلحة نووية». واضاف «تعهدنا بمنع ايران من حيازة اسلحة نووية- وهذا لم يتغير» في ما اعتبر تهديدا مبطنا بضرب المنشآت النووية الايرانية. وقال نتانياهو انه من خلال رفع العقوبات «ستتلقى ايران مئات مليارات الدولارات التي ستستطيع من خلالها تزويد آلتها الارهابية بالوقود». باني كي مون يشيد واشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالاتفاق وقال «آمل واعتقد فعلا ان هذا الاتفاق سيؤدي الى مزيد من التفاهم والتعاون حول العديد من التحديات الامنية الخطيرة في الشرق الاوسط». واضاف انه «على هذا النحو، فيمكنه (الاتفاق) ان يكون بمثابة مساهمة حيوية للسلام والاستقرار في كل المنطقة وخارجها». وقال بان، الموجود في اثيوبيا لحضور قمة حول الفقر، ان الاممالمتحدة «تقف على اهبة الاستعداد للتعاون الكامل مع الطرفين في عملية تنفيذ هذا الاتفاق التاريخي والمهم». ميركل: نجاح للدبلوماسية الدولية ووصفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني بين طهران والقوى الكبرى بأنه «نجاح مهم للدبلوماسية الدولية»، داعية الى «تنفيذه سريعا». هاموند: سنواصل العمل من جهته رحب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان بالاتفاق مؤكدا انه «بعد اكثر من عقد من المفاوضات الصعبة ابرمنا اتفاقا تاريخيا يفرض قيودا صارمة وعمليات تفتيش للبرنامج النووي الايراني». واضاف «نأمل، ونتوقع ان يؤدي هذا الاتفاق الى تغيير كبير في العلاقات بين ايران وجيرانها والمجتمع الدولي». وتابع وزير الخارجية البريطاني «سوف نواصل العمل بشكل وثيق مع شركائنا في الائتلاف الدولي لتشجيع ايران على لعب دور شفاف وبناء اقليميا، خصوصا في مجال مكافحة التطرف الاسلامي». أولاند: العالم يتقدم وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ان العالم «يمضي قدما»، وحث طهران على مساعدة القوى الكبرى على انهاء النزاع السوري. وقال أولاند «الآن سيكون لدى ايران قدرات اكبر على الصعيد المالي بما انه لن تكون هناك عقوبات، علينا ان نكون يقظين جدا بشأن ما ستكون عليه ايران». واضاف «يجب ان تظهر ايران في ما يتعلق بسوريا ان هذا البلد مستعد للمساعدة على انهاء هذا النزاع». واكد هولاند «انه اتفاق بالغ الاهمية وقع هذه الليلة ويدل على ان العالم يتقدم»، مؤكدا ان «فرنسا كانت حازمة جدا في هذه المفاوضات (ووزير الخارجية) لوران فابيوس قادها بصرامة وحزم كبيرين». وتابع «لن تحصل ايران على السلاح النووي وسنكون قادرين على التحقق مما اذا كان هناك تقصير فيمكننا اعادة العقوبات». ستولتنبرغ: اختراق تاريخي واعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ ان الاتفاق الذي وقع الثلاثاء بين طهران والقوى الكبرى «يشكل اختراقا تاريخيا»، داعيا ايران الى الوفاء بالتزاماتها. ورأى رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي انه في الشرق الاوسط، المنطقة التي تشهد «تناميا للارهاب، يظهر هذا الاتفاق امكان حل الازمات بالسبل السلمية». ورحبت مدريد بالاتفاق علما بأنها تترأس لجنة العقوبات التي تستهدف ايران في الاممالمتحدة، مؤكدة انها «ستسهر على التطبيق السليم لهذا الاتفاق». اتفاق مهم كذلك، عبر وزير الخارجية التركي مولود شاويش اوغلو عن رضاه، معتبرا ان «رفع العقوبات سيساهم في الاقتصاد الاقليمي». واعتبر نظيره العراقي ابراهيم الجعفري في مؤتمر صحافي مشترك في انقرة ان الاتفاق «مهم وعلينا ان ندعمه». من جهتها، انتقدت الحكومة الكندية المحافظة التي توفر دعما غير مشروط لاسرائيل، الثلاثاء الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني معتبرة ان ايران لا تزال تشكل تهديدا للسلام.