كادت مشاريع الطرق العشوائية التي نفذت بطرق غير مدروسة في محافظة الداير بكل مراكزها أن تحول أمطار الاثنين إلى كارثة من خلال السيول الهادرة المحملة بالأتربة والصخور والمخلفات التي نتج عنها انقطاع تام لبعض الطرق الفرعية واحتجاز سكان القرى وتوقف حركة السير في القطاع الجبلي واصابتها بالشلل التام. "داير" قامت بجولة على طرق القطاع الجبلي بعد الأمطار الغزيرة ورصدت بالصور الأضرار التي خلفتها السيول كما استطلعت آراء عدد من المواطنين. ففي جبل حبس فشل طريق حبس/دفا الحديث الذي تم انشاؤه مؤخرا في مقاومة تيار السيول لوقت طويل فسقط في أول اختبار الأمر الذي جعل بعض القرى معزولة عن المحافظة. وقال علي الحبسي إن الشركات العاملة في الطريق لا تمتلك من الكوادر الهندسية المؤهلة للتعامل مع طبيعة هذه الجبال، مشيرا إلى أن ذلك يتضح من التخبط في تنفيذ العمل، خصوصا في تغيير مسارات الطرق والعبث بالبيئة بشكل لا يمت للمشاريع المدروسة بصلة، ناهيك عن مرور معظم الطرق في مجرى سيول الامطار وخصوصا الأودية المشهورة بقوة سيولها وشدة انحدارها. وتعيش قرى طلان والعزة وضمد بآل محمد المعزولة على أمل أن تستجيب الجهات لمطالبها بسرعة فتح الطريق الذي جرفته السيول. وتحدث على سالم المالكي قائلا إنه في حال كان موسم الأمطار هذا العام في مستوى العام الماضي أو الذي قبله فهذا يعني كارثة حتمية دون شك قد لا تقتصر على تخريب المشاريع وممتلكات المواطنين، بل قد تتجاوز ذلك إلى جرف المنازل ووقوع ضحايا. وأعرب عن استغرابه من إصرار الشركة المنفذة، ورغم رحيل المرحلة الاولى من المشروع، على إعادة الطريق من وسط مجرى الوادي رغم أن هناك سبلا أخرى لعدم المرور في هذه الأودية. وأضاف متعجبا: كيف يمكن لعبارة صغيرة الحجم أن تستوعب ما يحمله واد منحدر من الصخور والأتربة في سيل واحد، مشيرا إلى أن عشرات العبارات المماثلة جرفتها السيول. من جهته، قال فرحان السعيدي إن الكميات الهائلة من الأتربة الناتجة عن الطرق ما هي إلا تجهيز للسيول والأمطار التي ستزيد من ارتفاع منسوب (الطمي) في الأودية بشكل قد يعدل من مساراتها ويجعلها أشد قوة وأشد خطورة، بل وقد يزيد من احتمال وصولها الى مناطق سكنية والإضرار بها. وانتهت جولة "داير" عند سوق الأغنام في الداير الذي جرفته السيول وداهمت عددا من المحلات، وقال علي المالكي إن سيول وادي جورا جرفت سوق الاغنام بالكامل ما أدى إلى غلق منافذ العبارة التي أنشأتها بلدية الداير وسط الوادي ولم تستطع الصمود لضيق مداخلها، ما ادى الى ارتفاع منسوب المياه وتجاوزه للعبارة من الأعلى فداهم المحلات التي تعرضت للاضرار، مبينا أن إنشاء جدران الحماية الاسمنتية على طرفي الوادي تسبب في ضيق مجرى السيل الأمر الذي كاد يتسبب بكارثة لولا لطف الله. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)