لم تثنِ الظروف القاسية التي يعيشها طلاب مدارس محافظة الريث في جازان، أبناء تلك المنطقة الجبلية عن مواصلة الدراسة في ظل غياب النقل المدرسي وتكبد معاناة يومية محفوفة بالمخاطر ومنها بينها الموت في حادث مروري على سبيل المثال. وتبدأ تلك المعاناة منذ طلوع الفجر من خلال سبر أغوار أودية وشعاب سيرا على الأقدام أو التجمع في أحواض سيارات قديمة بعضها متهالك، هذان الخياران المتاحان ''أحلاهما مر'' بحسب أحد أولياء الأمور. ويقول قاسم الريثي ''ولي أمر'': ''إن الطرق شقت ومهدت إلى المدارس، إلا أن تناثر المنازل وغياب النقل المدرسي الآمن أجبر أولياء الأمور على استخدام أحواض سياراتهم التي يستخدمونها لنقل البهائم والأعلاف وغيرها من متطلبات الحياة في نقل أبنائهم لتلقي العلم ومواصلة الدراسة''. وبين أن الطلاب والطالبات يقضون أغلب أيام الدراسة في منازلهم لعدم وجود وسيلة نقل تقوم بنقلهم إلى المدارس ومن ثم عودتهم للمنزل، وقال: ''نخشى على أبنائنا من المتسللين الذين يعبرون المنطقة بصفة مستمرة باعتبارها منطقة حدودية''. فيما أكد كل من محمد يحيى الريثي وجابر مفرح الريثي ''وليي أمر'' أن ضيق ذات اليد لأغلب السكان يحول دون توفير وسائل نقل آمنة تقي أبناءهم من ضربات الشمس والسقوط جراء صعود المرتفعات والسير وسط الأودية. كما أشار أولياء أمور إلى أن غياب النقل المدرسي حال دون مواصلة الكثير من أبنائهم ذكورا وإناثا للدراسة، مطالبين وزارة التربية والتعليم بالالتفات إلى أبناء تلك القرى الحدودية. وطالب الشيخ صمعان بن يحيى آل نجاد أحد مشايخ محافظة الريث، الجهات المختصة بتوفير وسائل نقل للطلاب والطالبات أسوة بباقي طلاب السعودية، مشيرا إلى أن الآباء يضطرون إلى ترك أعمالهم لإيصال أبنائهم وبناتهم، إلا أنه في حالة سفر ولي الأمر فإن أبناءه ينقطعون عن المدرسة حتى يعود. وقال محمد عطيفة الناطق الإعلامي للتربية والتعليم في صبيا، إن المدارس التي يتم الرفع بحاجتها للنقل من قبل مدير المدرسة يتم تأمين النقل لها. وأكد أن مدير المدرسة مسؤول بالرفع بالطلاب المحتاجين إلى النقل المدرسي، كاشفا عن تقدم عدد من الأهالي للنقل، إلا أن شروط النقل غير متوافرة فيهم أو في وسائل النقل التي يريدون استخدامها. وعن نقل الطالبات قال عطيفة: ''إن إدارة التربية والتعليم في جازان تعاقدت مع شركة لنقل الطالبات لمدة ثلاث سنوات في مدارس الريث وهي ليست من اختصاص صبيا''. إلا أن عددا من أولياء الأمور نفوا وجود وسائل نقل للطلاب والطالبات في الريث وطالبوا بمحاسبة المتسبب في غياب حافلات آمنة لنقل أبنائهم وبناتهم في ظل الوضع الراهن الذي يعيشونه، والذي تسبب في تسرب عدد من الطلاب والطالبات. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)