اتسعت فجوة الخلاف بين صحيفة "الوطن" السعودية، وموقع "سبق" الإلكتروني، حين اتهم الأخير الأولى بأن رئيس تحريرها عمد إلى نشر حوار هاتفي طلب مؤسس "سبق" عدم نشره، فيما عمدت "الوطن" لنشره، ما تسبب في أزمة خلاف حادة قام خلالها "سبق" بنشر بيان على موقعه اتهم فيه واحدة من أبرز الصحف السعودية بتعمدها نشر الأكاذيب واستهدافها له وعدم احترام المهنية وإصرارها على لفت انتباه الجهات المعنية لجوانب معينة. وأكد بيان موقع سبق الالكتروني الذي يحظى بمتابعة شعبية ونشر أمس الجمعة 12-2-2010 أنه "ليست هذه هي المرة الأولى التي تحرض فيها صحيفة "الوطن" ضد صحيفة "سبق" الإلكترونية ولا ضد غيرها, فالشواهد والأدلة والبراهين تقول إن "الوطن" التي دأبت على الطعن في الأئمة، وتجريح العلماء، والتحريض عليهم". وكان أحد محرري صحيفة "الوطن" قد طلب تصريح مؤسس "سبق" (علي الحازمي) حول خبر نشره جوال "سبق" واتضح عدم صحته واعتذرت عنه وطالب الحازمي -بحسب البيان- الصحافي بعدم نشر أي شيء على لسانه بخلاف الاعتذار عن الخبر، وللتأكيد حادث رئيس تحرير الوطن هاتفياً، ليفاجأ - بحسب رأيه- بنشر المحادثة أيضاً عبر الصحيفة. خاشقجي: لم ننشر المحادثة من جهته أوضح رئيس تحرير صحيفة "الوطن" جمال خاشقجي ل"العربية نت" أن الحازمي وافق على تصريحاته لمحرر "الوطن"، وأنا أؤكد أننا لم ننشر شيئاً مما دار في حديثه معي هاتفياً". ووصف خاشقجي ما ذكره البيان بأن "الفضيحة هي حديثه عن توظيف مخبرين لهم إن صح التعبير داخل "الوطن" وداخل موظفينا.. يعني ماذا يسمى هذا؟، حديثه عن اختراقنا وما اختراقنا غريب؟ أين نحن؟ ولماذا "الوطن" بالذات..؟! شيء غريب فعلاً؟ وما الجدوى؟!". وفيما يخص خبر "سبق" قال خاشقجي "سؤال محررنا منطقي.. ما الذي دعاكم لنشر خبر من هذا النوع؟ ولماذا لم تطرقوا البيوت من أبوابها وتتأكدوا.. هل هي تصفية حسابات أم تشويش، ثم الجميع قرأ بماذا وصفوا الرجل؟ هذا غير ما وصفوني أنا به.. كنا نريد أن نشير إلى حال مثل هذه المواقع". لا تهمنا هذه المواقع ورد خاشقجي على بعض ما ورد في بيان "سبق" حول نشر "الوطن" لمعلومة غير صحيحة عن الطالبة التي اعتدت على معلمتها بقوله: "نحن لم نقل إن عمرها كان 13 سنة، ولكن قلنا إنها طالبة في المتوسطة. المصدر هو من أخطأ وقد وضحنا ذلك لاحقاً ووجهنا المراسل، هناك خطأ من المصدر وليس من المراسل في الحقيقة". ويضيف "لا تهمنا مثل هذه المواقع ولا تهمنا "سبق"، نحن لا نتحدث عن صحف عريقة مثل "عكاظ" أو "الرياض"، هذه مواقع غير مرخصة، وتعيش على فضل الصحف، ثم في هذه النقطة ألا يدينه قوله في البيان عن اختراق المراسلين في الصحف فماذا يسمى هذا؟! أعرف صحيفة معروفة فصلت موظفاً بسبب هذا. ثم إنه يقول إنه ينشر أسماءهم، هذا غير صحيح. هم يستهلكون جهود مراسلي الصحف وكتابها، هل يقصد الوقيعة في بيت "الوطن" لدرجة أنهم كانوا ينشرون أخباراً عن رواتب الموظفين عندنا، بل في مرة كنت مريضاً وزارني مدير التحرير قبل سنتين للاطمئنان وبعد خروجه بدقائق كان صديق يتصل بي ويطمئن! ومن قال لك قال "سبق".. هناك أساليب تشجع تجار الشنطة من الصحافيين الذين يبيعون الأخبار لأكثر من جهة". عليهم التنبه للمهنية ويكمل "نحن كصحافة احترافية نعرف أصول المهنية وسبق أن ناقشنا صورة الصحافة الجديدة هذه التي نشجع حضورها وتناقشنا أنا وعدد من الزملاء رؤساء تحرير العديد من الصحف المعروفة عن دراسة وضع الصحافة الرخيصة عندنا وما وصلت له وما يجب تداركه". وعلق خاشقجي على ما ورد في بيان "سبق" من حضورها في مناسبات إعلامية وصحفية "نعم وهذا تحرك منا كصحافيين وكهيئة الصحافيين، أنا مؤمن بالإعلام الجديد ونحن أيضاً الإعلام الجديدة ومن حقهم أن ينطلقوا كما يريدون ولكن من المهم مراعاة المهنية، وما حدث في تعليقاتهم يتنبهوا له في "الوطن" كسائر الصحف العريقة نحرص على متابعة التعليقات لتجنب الإساءة والالتزام بالمعايير، فمثلاً أنا وظفت 10 فتيات لمراقبة التعليقات فقط، هناك معايير قضائية ومهنية يجب الالتزام بها، وقد يقاضينا فلان وعلان ولهم الحق إذا انتهكت ذلك.. هناك معايير تشريعية ومهنية وقضائية". ويضيف "وكيل وزارة الإعلام الأستاذ عبدالرحمن الهزاع قال لي حالياً لا يوجد تنظيم ولكن هناك توجه وشيك لذلك، ولكن أي مواطن تعرض لأي تهجم من أي موقع وصاحبه معروف من حقه أن يقاضيه، ونحن حالياً نحصر المواقع وأصحابها. وعما إذا كان يعتزم الرد على بيان سبق قال "لا أعلم، ولا أحب أساسا أن أنظر لمن هو أصغر مني فهذا لا يليق بي، الجميع شاهد البيان والشتائم.. وهذا يوضح الفرق بين "الوطن" و"الرياض" و"عكاظ" وغيرها من الصحف وبين "سبق".. نحن في "الوطن" نتعرض لمقاضاة من عدة جهات ونحن نؤمن بالحقوق ونتحمل أخطاءنا، ولكن هؤلاء من يقاضيهم؟ هذه المواقع لها ضرر لأنها تنشر ثقافة من الممكن أن تتحول لثقافة ضارة، نعم برافو عليهم في الحضور الصحافي ولكن ليتحملوا المسؤولية أمام الله وأمام الشرع وأمام الوطن فيما يكتبون ومراقبة التعليقات والابتعاد عن تشجيع صحافيي الشنطة". الحازمي: تفاجأت بالنشر رغم التأكيد من جهته قال مؤسس "سبق" علي الحازمي "بالنسبة لما دار بيني وبين خاشقجي تفاجأت ثاني يوم أن كل ما دار بيني وبينه هاتفياً تم نشره في جريدته وكان هدفي أصلاً تنبيهه أن مراسله إذا كان هدفه شيء، فأنا فقط هدفي التصريح باعتذار فقط عن نشر الخبر المذكور مثلما فعلنا في "سبق" ولا أسمح بنشر شيء آخر. لأتفاجأ بأنه -خاشقجي - هو من أرسل الصحافي فطلبت منه رجاء ألا ينشر شيئاً غير الاعتذار". "سبق" هاجسهم ويضيف "ثم أليس غريباً أن يفردوا صفحة كاملة عن خبر صغير سبق واعتذرنا عنه.. عموماً دار بيننا حوار عبر الهاتف لأتفاجأ بنشره.. المسألة واضحة، هو تأليب.. الهدف هو توجيه أنظار الجهات المختصة إلى أخطاء "سبق" والمواقع الالكترونية ويهمهم "سبق" بالدرجة الأولى لأنها تسبب لها هاجساً واضحاً.. استفهام كبير حول ذلك.. أنا نبهته في بداية المكالمة ونهايتها ورغم ذلك نشر". ويؤكد الحازمي "من المهم الإشارة إلى نقطة في خبرهم، فقد ذكروا أنه لأول مرة ينشر اسم صريح في كارثة السيول، وهذا عارٍ من الصحة فنحن لم نُشر للكارثة من قريب أو بعيد، فقط وفاة الشخص.. ماذا تسمي هذا؟". ويضيف "بالنسبة لنا أصدرنا توضيحاً وبياناً وليست لدينا مشاكل.. وبياننا متوج بالأدلة والبراهين، أما للكذب فذكرنا صحيفة الوطن. ولا أخفيك أنه في أجندة "سبق" زيارة رؤساء تحرير الصحف للاستنارة بآرائهم والأستاذ جمال كان خطابنا للتنسيق في الطريق إليه ولكنه اختار أن يضع الأمور بهذه الصورة. وفي ما يخص التطوير أعددنا حالياً أنفسنا وجاهزون فور صدور أي تنظيمات للإعلام الالكتروني من وزارة الإعلام وسنطبقها حرفياً".