جازان - جبران المالكي : اضطر العديد من السكان العابرين إلى مركز عثوان وقرى آل سعيد بمحافظة الداير شرق جازان إلى النوم في العراء على جانب الطريق، والبعض واصل الصعود إلى الجبل سيرا على الأقدام، بعد أن وقعوا في كماشة اللاصعود واللاعودة حين منعتهم الانهيارات الصخرية من الصعود إلى قراهم الجبلية، واحتجزتهم السيول بعدم القدرة على العودة إلى محافظة الداير والمبيت هناك بسبب الطريق الذي تم تنفيذه داخل أحد الأودية وترك للسيول تقتطع أجزاءه بالتقسيط المريح دون متابعة، ولم تُجدِ مطالبة السكان بتحويل الطريق من داخل الوادي بعد أن جرفت السيول جزءاً منه، وعاودت المعاناة إلى سابق عهدها بعد أن ظنوا أن الفرج سيأتي معه، وفي اليوم التالي قامت الشركة المنفذة للطريق الجبلي بإعادة فتح الطريق، إلا أن العبور من خلاله كان محفوفاً بالمخاطر بسبب انجراف التربة والانهيارات الصخرية التي كانت تملأ الطريق، وانقطع التيار الكهربائي عن قرى آل سعيد ومركز عثوان، ولم تتمكن فرق طوارئ الكهرباء من الوصول إليها بسبب السيول وانقطاع الطريق الجبلي، وظلت مقطوعة إلى ما بعد ظهر اليوم التالي. وتساءل السكان عن سر طريق عثوان المنفَّذ داخل وادي الجوة، الذي أصبح يشكّل خطراً حقيقياً عليهم وعلى العابرين، بعد أن جرفت السيول أجزاء منه، والبقية ستذهب مع السيول القادمة. يُشار إلى أن الأمطار الغزيرة هطلت على محافظة الداير ومراكزها وجبال بني مالك ومركز فيفاء والقطاع الجبلي شرق جازان بكميات كبيرة بدأت من بعد مغرب أمس الأول إلى ما بعد منتصف الليل، سالت إثرها أودية جورى وضمد واهراي والرمح والجوة ودفاء وعرقين، واحتجزت السيول السكان عند الأودية وخلف المزلقانات، وشهدت العديد من الطرق الجبلية انهيارات صخرية، وعانى السكان - وما زالوا - الوصول إلى منازلهم بسبب الطرقات الجبلية، وينتظر السكان سرعة قيام الجهات المعنية بإصلاح الطرق وتخفيف المعاناة عن المواطنين. من جانبه كثف الدفاع المدني بالمحافظة من دورياته عند مداخل الأودية مخافة مغامرات البعض بعبور الأودية أثناء جريانها، محذرا في الوقت ذاته الجميع من عبور الأودية أثناء هطول الأمطار.