رجل بقامة رجال ، بهامة جبال ، إن كتب ألجم ، وإن قال أفحم ، وإن فكر أفحم ، قيادي حد الريادة ، لبيب أريب ، ترتعد فرائص المهام إن تسنمها ، وتلين العوائق إن فتل خيوطها ، مخطط بارع طموحه السماء ، وعزم الجوزاء أحاطنا منذ قرابة الثلاثين عاما كأبناء لمدرسة الدائر الابتدائية والمتوسطة والثانوية ومعهد المعلمين برعاية تفوق الوصف ، كان همه أن يرانا حيث يتمنى ، لاحقنا في ساحات الملاعب المنتشرة بالمحافظة يحثنا على المذاكرة وبذل الجهد من أجل مناجزة يوم لم نشهده بعد ، والاستعداد لتحمل مسؤوليات أدركناها كبارا فحاولنا جاهدين نقل مضمونها لمن بين أيدينا . أخذ هذا العلم في التواري عن المشهد المخلوق له لأمور أجهلها ، غدر به الزمان والمكان ، تجاوزته صنائع يديه فلم يلتفت احدهم أيضا لأمور لا أعلمها ، ثم تنادوا عليه فأهملوا وصله ، وقطعوا حبله ، ولا أخفيكم فأنا أحدهم وللحق كنت أتحاشا الذهاب إليه حياء منه وحتى لا يقال بأني أنشد الزلفى لديه ، والصعود على يديه ، ولكن ماعذر أولئك الذين جاوروه عملا ، وصحبوه محلا ؟! هذا العلم ، القلم ، الألم ، وقبل أيام جاءت سيرته الناصعة تسعى عبر لسان أحد الزملاء بقوله: ( تقاعد حسن أحمد.....) فاقشعر بدني من الهول ، لقد ذهبت كلمة (الأستاذ) أدراج النكران أو عدم المعرفة ، فكتمت الأمر لجهلي ، ثم جمعني حديث مع إنساننا الدكتور: سعيد قاسم المالكي ، فحملت إليه ماسمعت فأكد الموقف والحدث ، وعندها انعقد لساني ولقيتني أردد سارحا في ماض جميل لا يليق إلا بمقام الأستاذ والمربي الجليل : حسن بن أحمد يحيى المالكي ، تاركا المجال لإدراك مايمكن إدراكه ، والتقاط ما تناثر من حبات الوجوه التي لا تعرف من الوفاء إلا درعا لا يسمن أو قطعة ورقة شكرلا تغني ، ومعلنا الحداد على موت الوفاء في نفوس أبناء المحافظة وما جاورها شيوخا و رجال أعمال و معلمين وموظفين فما من أحد إلا وفي ذمته دين وفاء لهذا الكريم الجليل وأقول : مات الوفاء أواه من غبنٍ بكى حالنا=دمعاً على خدٍ جرى سيلنا ياأيها النور الذي قد سرى=يكفيك ناموسٌ جلا ليلنا ياحسن ماقدمت في ماخلا=قد والذي أحيا زها جيلنا ياحزن قلبي كيف لي أن أرى=نجما هوى منا فياهولنا؟ مات الوفاء الحر فينا مذ دنا=قولٌ مفيد ساقه ياويلنا أخبر زميلاً قد علا رتبةً=لولا مديرٌ ناصحٌ حولنا فيما مضى هل أصبح اليوم في=أعلامنا شيئاً له قولنا؟! ماطار طيرٌ دونما ريشه= ياصاحبي عِ الأمر من أجلنا اذكر مهيباً ماحدا عيرنا=في سالفٍ قد بان من قبلنا غير الوجيه اسمع لنا يا حسن=أحسنت ما علمتنا دم لنا حباً ولا تجزِ جحوداً رمى=نبلاً زكا هيا وقد خيلنا عد إننا في حيرة أمرنا=يحتار من جهل به عقلنا لن ننسى ما عشنا يداً نورها=أضحى يباري مهيعاً دلنا قف برهةً ياعالماً راعنا= نأيٌ أتى في غفلةٍ جلنا لم ندرِ إلا بعدما نلت ما=كنا محالاً أن نرى كلنا لو قالها عدلٌ تقاعدت ما=صدقته ياروحنا من لنا؟ تعليمنا يبكي وهل مثلكم=ياشيخنا ينسى هوى طولنا كنانرى في وجهك السمح أح=لاماً بدت غيداً فيحلو لنا توجيهكم نسعى به حيثما=مادت حروف صغت من أجلنا ذكراك عطرٌ ذائعُ فخرنا=من أحمدٍ تأتي فطب قَيْلَنا كم أنبتت يمناك من باسقٍ=حاذى الثريا هزها معلنا نحن ربيعٌ غيثنا جنةٌ=فينا حسنْ روحٌ سكنْ عهدنا نسقي رُبانا الوبل أو طلنا=نعلو به فوق الهنا دولنا بقلم/ جابر ملقوط المالكي ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)