الأسبوع الثالث عن كاتبنا الفاضل الأستاذ: جابر ملقوط المالكي أستاذنا صاحب اللسان العسول، أستاذ اللغة العربية فما عساني أكتب أو أقول، فما قد رأينا من براعته التي كانت منقطعة النظير، جعلنا نزرع حبه في قلوبنا الصغير منا قبل الكبير. فهو أستاذ فاضل، صال وجال في اللغة العربية، حتى علا وذاع صيته في فنونها، فأصبح في علوم اللغة العربية كالبحر الزاخر الذي لا يُرى له ساحل. فهو إذا تكلم حير عقول سامعيه بسحر بيانه، وبلاغة لسانه، وجمال أسلوبه، وحلو منطقه، وحسن اختياره للكلمات التي تؤثر في آذان سامعيها، كيف لا وقد رصعها بلسانه الفصيح ومنطقه البليغ. وقد كنت أحد تلاميذه، فكنت أنا وغيري نرى العجب العجاب من حب الطلاب له وتعلقهم به، وسبب ذلك حسن معاملته لنا، وأسلوبه الجميل والراقي في إلقاء الدروس وبراعته المتقنة في شرحها وتوصيلها لعقولنا، مما جعلنا نحب اللغة العربية، وأنا أحد من أحببتها على يديه، فأحببت النحو والصرف والتعبير وكتابة الخواطر والروايات. كما عهدنا عنه الاجتهاد والدوام المبكر مع المواظبة الشديدة، والبراعة في شرح الدروس. ومن قصصه الرائعة التي ما زلنا نذكرها عنه: مع عودة الدوام بعد عيد الفطر دخل علينا مسلماً ومهنئاً لكل طالب منا، وقام بمصافحتنا جميعاً وقدم لنا من حلاوة العيد طالباً منا أن نعيد عليه، وقام بنفسه بتقديم الحلوى لنا. ومن أخلاق أستاذنا الكريم: كان يتخلق بالطيب والروح الفكاهية المرحة، مما جعلنا نحبه ونستمتع بالحديث معه. ومن طيب أخلاقه، أنه كان يركبنا في سيارته عند الذهاب إلى المدرسة أو حين العودة إلى منازلنا، وكان لا يتجاوز أحداً من الطلاب، بل يتوقف ويطلب منهم أن يركبوا معه. ولا بد أن أشير لبعض ما قرأته من ابداعاته الأدبية في صحيفتنا المحبوبة صحيفة الداير من مقالات جميلة، بما تتسم به من مفردات فريدة في نوعها، مغدقة بما فيها من الحلاوة، وبما تحمله من صفاء في المعاني، ورونق في العبارات، وصدق في التعبير، وفائدة بكل ما تحتويه من العبارات والكلمات، وتدعو إليه من الأخلاق الكريمة. ويظهر ذلك في مقاله المعنون ب: السمو، ففيه سما بما كتب من كلمات رائعة. كما أعجبني مقاله الذي عنونه ب: ماجد الذي عرفت، فكلامه عن الوفاء والصداقة رائع ومفيد. ومن مقالاته الرائعة مقاله: ما لمالك لمالك وما لفيفا لفيفا، ففيه من البلاغة الشيء الكثير. أستاذنا الكريم جابر ملقوط المالكي، صاحب همة وإبداع، صاحب إخلاص ووفاء، أعجز عن التعبير لكم عن بعض ما فيه، فكيف لو عرفتم كل ما فيه؟ وفي نهاية مطافي أقول لأستاذنا جابر ملقوط المالكي: شكراً لك يا أستاذي الكريم، وأنا مدين لك بكل ما تعلمته على يديك، كما أعترف بتقصيري عن الوفاء لك ببعض ما قدمته لي ولزملائي.