«لا أعلم الغيب ومتى تهطل الأمطار .. والخميس إجازتي الأسبوعية»، كانت هذه الكلمات تصريح سعادة محافظ الداير سلطان بن عبود لصحيفة عكاظ على خلفية غيابه عما أحدثته سيول الخميس من دمار في المحافظة. وما نلتمسه من الكلمات السابقة ومن هذا التصريح من وجهة نظري، ضعف الإحساس بالمسؤولية لدى المحافظ، فكيف نستطيع أن نصرف النظر عن مثل هذا التصريح الذي يسحق في مجمله المسؤوليات المناطة بالمحافظ، وينسف واجبات المسؤول الأول في المحافظة، وما كان ينتظره المواطن المتضرر من جراء هذه السيول، وكيف يمكننا الثقة في حرص المحافظ على المحافظة وأبناءها مستقبلا لو تجاوزنا هذا التصريح. صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان تابع مجريات الأحداث أولا بأول مع الجهات الأمنية والخدمية في المنطقة حتى اطمأن على سلامة الأهالي في قرى وهجر المنطقة من أضرار هذه الأمطار، فكيف بمحافظنا ينتهج منهجا مغايرا لا يراعي فيه مسؤولياته وواجباته أمام الله أولا ثم أمام أمير المنطقة الذي جعل تنمية الإنسان أولى اهتماماته والحرص على راحة المواطن والحث على كل ما من شأنه النهوض بمستوى المنطقة. كان على المحافظ في حقيقة الأمر ألا يطلق تلك الكلمات المحبطة لذلك المواطن الذي جرفته الأمطار وذلك الذي فقد سيارته أو منزله وتلك الأسرة التي تستقبل المعزين في فقيدها الذي راح ضحية السيول. كان عليه أن يكون أكثر دقة وتريث في اختيار كلماته في وقت سيسجل الجميع تلك الكلمات، كان عليه بالفعل أن يختار كلمات يمتزج في طياتها الخوف على المحافظة وعلى مصالح المواطنين إن كانت من الإساس جزء من مسؤولياته واهتماماته. فنحن نعلم تمام العلم بأن محافظنا لا يعلم الغيب! ولكننا نجهل من يقف معنا في الوقت الحرج، ونجهل كذلك من يخلق لنفسه الأعذار وقت المحن للتملص من المسؤولية! وهنا أثق تماماً بأن أميرنا محمد بن ناصر لن يرضيه مثل هذه التصاريح الواهية من أي مسؤول تحت إمارته، ولن يرضيه مثل هذه الأعذار الغير لائقة بالمسؤول الأول في محافظتنا. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)