الحمد لله العزيز الغفّار يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار. إن الله عز وجل أمر عباده بالتوبة والاستغفار في آيات كثيرة من كتابه الكريم، وسمى ووصف نفسه بالغفّار والغفور وغافر الذنب، وأثنى على المستغفرين، ووعدهم بجزيل الثواب، فالله عز وجل يرضي عن المستغفر الصادق؛ لأنه يعترف بذنبه ويتذلل بين يدي ربه وخالقه، فالاستغفار هو الدواء الناجع والعلاج الناجح من الذنوب والخطايا.. ثمار الاستغفار : إن للاستغفار ثماره اليانعة ولولا ذلك لما حث المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته على ذلك . ومن هذه الثمار : أولا : أن في الاستغفار تزال الذنوب وتقل العثرات والخطايا وهذا مطلب يصفو إليه قلب كل مسلم ويرجوه ، فعن ابن مسعود _ رضي الله عنه _قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، غفرت ذنوبه وإن كان فر من الزحف ". ثانيا : أن من لزم الاستغفار جعل الله له من هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه الله من حيث لا يحتسب ، فعن ابن عباس _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب " . ثالثا : أن الاستغفار سبب من أسباب دخول الجنة . أسأل الله تعالى حسن العمل والنية الصادقة والعفو والعافية والإخلاص في القول والعمل وأن يجعلنا الله وإياكم من الذين إذا أحسنوا استبشروا , وإذا أساءوا استغفروا , والحمد لله رب العالمين .